أن يحلفوا أن يقولوا: "ورب الكعبة" ويقولوا: "ما شاء اللَّه ثم شئت".
صحيح: رواه النسائيّ (٣٧٧٣) عن يوسف بن عيسى، قال: حدّثنا الفضل بن موسى، قال: حدّثنا مسعر، عن معبد بن خالد، عن عبد اللَّه بن يسار، عن قتيلة فذكرته.
وإسناده صحيح.
• عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وإذا حلف أحدكم فلا يقل: ما شاء اللَّه وشئت، ولكن ليقل: ما شاء اللَّه ثم شئت".
حسن: رواه ابن ماجه (٢١١٧) عن هشام بن عمار، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، قال: حدّثنا الأجلح الكندي، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن عمار، والأجلح وهو ابن عبد اللَّه بن حجية الكندي فإنهما مختلف فيهما غير أنهما حسنا الحديث.
انظر أحاديث هذا الباب في كتاب الإيمان.
في هذه الآيات دلالة على وجود الصانع الحكيم، فإن هذا العالم المحكم لا بد له من صانع، وقد سئل أعرابي: ما الدليل على وجود الرب تعالى؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والروث على الحمير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج أما تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟ ذكره الرازي في تفسيره (٢/ ٩٩ - ١٠٠).
١٣ - باب قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (٢٤)}
تحدى اللَّه في مكة والمدينة في غير موضع من القرآن أن يأتوا بمثل القرآن فقال: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [القصص: ٤٩].
وقال: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: ٨٨].
وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٣)} [هود: ١٣].
وقال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: ٣٨] وكل هذه الآيات مكية.
وتحداهم في المدينة: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}.
وبقي هذا التحدي قائمًا إلى يومنا هذا، وسيستمر إلى يوم القيامة فليس لمخلوق أن يأتي بمثل