للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذا وقع في هذا الإسناد: "عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان" مع أنه رواه غير واحد عن موسى الزمعي فسمّوا شيخه: "يزيد بن عبد الله" كما في الإسناد السابق، بل رواه ابن أبي حاتم (٥/ ١٦٧٢) من طريق يحيى بن محمد بن هانئ، عن موسى الزمعي به، وسمّاه: "يزيد بن عبد الله" كرواية الجماعة.

فالأشبه أن ما وقع في معجم الطبراني خطأ فإن في إسناده عدة علل.

شيخ الطبراني لا يعرف حاله، وإبراهيم بن يحيى الشجري لين الحديث، وأبوه يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري ضعيف، وكان ضريرًا يتلقّن.

وإنْ كان ما في المعجم الكبير محفوظًا، فلعل الزمعي رواه عن شيخين، فيُقوّي أحدهما الآخر.

والخلاصة: أنه حديث حسن كما قال الهيثمي.

وقوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} أي: ما بلّغتَ إذ رميتَ، ولكن الله بلّغ، فأصاب وجوه جيش الكفار، فما بقي أحدٌ منهم إلّا أصابها منه شيء.

قال ابن إسحاق: ثمّ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ حفنة من الحصباء، فاستقبل قريشًا بها ثم قال: شاهت الوجوه، ثمّ نضحهم بها، وأمر أصحابه فقال: "شدّوا" فكانت الهزيمة، فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش، وأسر من أسر من أشرافهم.

سيرة ابن هشام (١/ ٦٢٨)

[٢٣ - وقوع النعاس يوم بدر]

• عن أبي طلحة - صلى الله عليه وسلم - قال: غشينا النعاس، ونحن في مصافنا يوم بدر. قال أبو طلحة: كنت فيمن غشيه النعاس يومئذ فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه.

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٣٥٧) عن يونس، حَدَّثَنَا شيبان، عن قتادة، وحسين (وهو ابن محمد) في تفسير شيبان، عن قتادة قال: وحدثنا أنس بن مالك أن أبا طلحة قال: فذكره.

ومن هذا الطريق رواه أيضًا ابن حبَّان (٧١٨٠) وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي ثقة صاحب كتاب ولكن رواه البخاري في التفسير (٤٥٦٢) عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبي يعقوب، حَدَّثَنَا حسين بن محمد بإسناده فقال فيه: يوم أحد.

وكذلك رواه أيضًا في المغازي (٤٠٦٨): وقال لي خليفة، حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا سعيد، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة فذكر نحوه.

فرأى أهل العلم أن النعاس وقع في بدر كما في قوله تعالى في سورة الأنفال: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال: ١١] كما وقع في أحد أيضًا لقوله تعالى في سورة آل عمران:

<<  <  ج: ص:  >  >>