الحلم بالتّحلّم، ومن يتحرَّ الخير يعطه، ومن يتوقَّ الشَّر يوقه".
حسن: رواه الخطيب في تاريخه (١٠/ ١٨٥) عن علي بن أحمد الرّزاز، حدّثنا عبد الصمد بن علي الطَّستي، حدّثنا أحمد بن بشر بن سعد المرثدي، حدّثنا سعد بن زنبور، حدّثنا إسماعيل بن مجالد، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن، من أجل علي بن أحمد الرزاز، وإسماعيل بن مجالد، فهما صدوقان، وبقية رجاله ثقات.
وفي الباب ما روي عن معاوية بن أبي سفيان، قال -وهو يخطب على المنبر- سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يا أيها النّاس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتّفقّه، ومن يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما يخشى اللَّه من عباده العلماء، ولن تزال طائفة من أمّتي على الحقّ ظاهرين، لا يبالون من خالفهم، ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر اللَّه وهم ظاهرون".
رواه البيهقيّ في المدخل (٣٥٢)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١٢) كلاهما من حديث أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصمّ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، قال: أخبرني محمد بن شعيب بن شابور، عن عتبة بن أبي حكيم الهمداني، عن مكحول، أنه حدّثه عن معاوية بن أبي سفيان، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل عتبة بن الحكيم الهمداني فإنه حسن الحديث، ولبعض فقراته شواهد صحيحة، إلّا أنّ علّته أن مكحولًا لم يسمع من معاوية بن أبي سفيان كما قال أبو حاتم.
وفي الباب أيضّا ما رُوي عن أبي الدّرداء. رواه الخطيب (٦/ ٤٤٢)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٧٤)، وعزاه السخاوي في المقاصد الحسنة (٢١٠) إلى الطبراني في الكبير، والعسكريّ أيضًا، كلّهم من طريق محمد بن الحسن بن يزيد الهمداني.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثوريّ عن عبد الملك، تفرّد به محمد بن الحسن".
وقال السّخاويّ في "المقاصد الحسنة": "محمد بن الحسن كذاب، ورواه البيهقي في المدخل من جهة أخرى موقوفًا على أبي الدرداء".
قلت: وفاته حديث أبي هريرة، فلم يذكره.
[١٧ - باب ما جاء في فضل العالم على العابد]
• عن أبي أمامة الباهليّ، قال: ذُكر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلان أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم". ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اللَّه وملائكته، وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلُّون على معلِّم النّاس الخير".