شُرع القتال لرفع الظلم، وإقامة العدل بين الناس؛ لأن المسلمين كانوا مضطهدين مظلومين، فلما هاجروا إلى المدينة واطمأنوا فيها أذن الله أن يدافعوا عن ظلمهم واضطهادهم.
• عن عبد الله بن عباس قال: لما أخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكنّ فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج: ٣٩] فعرفت أنه سيكون فقال: قال ابن عباس: فهي أول آية نزلت في القتال.
حسن: رواه النسائي (٣٠٨٥) - واللفظ له - والترمذي (٣١٧١)، وأحمد (١٨٦٥)، وصحّحه ابن حبان (٤٧١٠) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن لوقوع الخلاف على الأعمش، كما أشار إليه الترمذي، فقال:"هذا حديث حسن، وقد رواه غير واحد، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلًا، وليس فيه: "عن ابن عباس" اهـ.
قلت: أما سفيان فاختلف عليه، كما أشار إليه الترمذي، لكن رواه شعبة، عن الأعمش به موصولًا، كما عند الحاكم (٣/ ٧ - ٨).
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
• عن الزهري قال: فكان أول آية نزلت في القتال كما أخبرني عروة، عن عائشة:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: ٤٠]، ثم أذن بالقتال في آي كثير من القرآن.