قال: الترمذي: حسن.
قلت: ليس بحسن، فإن فيه أبا بكر بن أبي مريم وهو: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، قد ينسب إلى جده، اتفق أهل هذا الفن على تضعيفه منهم الإمام أحمد وأبو حاتم وأبو داود وأبو زرعة والجوزجاني والنسائي والدارقطني وابن سعد وغيرهم، والراوي عنه عند ابن ماجه بقية بن الوليد إلا أنه توبع، ومعنى قوله: "دان نفسه" أي حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة.
[١٣ - باب ما يستحب من تطهير الثياب عند الموت]
• عن أبي سعيد الخدري أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الميت يُبعث في ثيابه الذي يموت فيها".
حسن: رواه أبو داود (٣١١٤) عن الحسن بن علي، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري فذكر الحديث مثله.
إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب وهو الغافقي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (٧٣١٦)، والحاكم (١/ ٣٤٠) كلاهما من حديث ابن أبي مريم به مثله.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
إلا أن ابن حبان لم يذكر قصة أبي سعيد في تجديد ثيابه عند موته.
وقال: "معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الميت يبعث ... " أراد به في أعماله كقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: ٤] يريد به: وأعمالك أصلِحها، لا أن الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها، إذ الأخبار الجمة تُصرح عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بأن الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرْلًا"، انتهى.
وقال الخطابي: وأبو سعيد استعمل الحديث على ظاهره، وقد تأول بعض العلماء على خلاف ذلك فقال: الثياب معناه العمل، ثم قال: "وقال بعضهم: البعث غير الحشر، فقد يجوز أن يكون البعث مع الثياب، والحشر مع العري والحفا".
[١٤ - باب ما جاء في فضل من طال عمره وحسن عمله]
• عن عبيد بن خالد السُلمي قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين رجلين، فقتل أحدهما، ومات الآخر بعده بجمعة أو نحوها، فصلينا عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قلتم؟ " فقلنا: دعونا له، وقلنا: اللهم اغفر له، وألحقه بصاحبه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فأين صلاته بعد صلاته، وصومه بعد صومه؟ " شك شعبة في صومه. "وعمله