قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٠٧): رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه من لم أعرفه.
وأورده الحافظ في "الفتح" (٦/ ٦٢٥) وقال: "أخرجه الطبراني وغيره من رواية شرحبيل والد عبد الرحمن فذكر نحو حديث ابن عباس".
قلت: إن كان الحافظ يقصد به الحديث المذكور فهو ليس نحو حديث ابن عباس، بل عكس منه، ففي حديث ابن عباس عاد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الأعرابي، وفي حديث شرحبيل زار الأعرابيُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
وقال في "الفتح" (١٠/ ١١٩) بعد أن أخرجه من حديث شرحبيل: "وأخرجه الدولابي في "الكني" وابن السكن في "الصحابة"، ولفظه: "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما قضى الله فهو كائن" فأصبح الأعرابي ميتًا".
• عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاء الرجل يعود مريضًا فليقل: اللهم اشف عبدك ينكأ لك عَدُوًا، أو يمشي لك إلى جنازة".
حسن: رواه أبو داود (٣١٠٧) عن يزيد بن خالد الرملي، حدثنا ابن وهب، عن حُيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن ابن عمرو فذكره.
وصحَّحه ابن حبان (٢٩٧٤)، والحاكم (١/ ٣٤٤، ٥٤٩) كلاهما من طريق ابن وهب به نحوه إلا أنهما قالا: "أو يمشي لك إلى صلاة" قال الحاكم في الموضع الأول: "صحيح على شرط مسلم". وقال في الموضع الثاني: "هذا حديث مصري صحيح الإسناد".
قلت: إسناده حسن من أجل حُيي بن عبد الله فقد تكلم فيه أحمد والبخاري والنسائي، ومشاه الآخرون، فقال ابن معين: "ليس به بأس" وقال ابن عدي: "أرجو أنه لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات. فمثله يحسن حديثه إذا لم يأتي بما ينكر عليه، ولم يقع منه الوهم.
وللحديث أسانيد أخرى والذي ذكرته هو أصحها.
وقوله: "ينكأ" أي يكثر فيهم الجرح والقتل.
وفي الباب أحاديث ستأتي في كتاب الطب.
[٧ - باب وضع اليد على المريض والدعاء له]
• عن السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وَجِعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة.
متفق عليه: رواه البخاري في المرضى (٥٦٧٠)، ومسلم في الفضائل (٢٣٤٥) كلاهما من حديث حاتم بن إسماعيل، عن الجعد بن عبد الرحمن، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: فذكره.
يقول الجُعيد بن عبد الرحمن: رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين جلدًا معتدلًا فقال: قد علمتُ ما مُتِّعتُ به سَمْعي وبَصري إلا بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، إن خالتي ذهبتْ بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. أخرجه البخاري (٣٥٤٠) عن الفضل بن موسى، عن الجعيد بن عبد الرحمن.