رواه أحمد (١٦٠٧٣) عن سعيد بن منصور، ثنا حجر بن الحارث الغساني، عن عبد الله بن عوف الكِناني -وكان عاملًا لعمر بن عبد العزيز على الرملة- أنَّه شهِد عبدَ الملك بنَ مروان قال لبشير بن عقربة الجُهَني يومَ قُتِل عمرو بن سعيد بن العاص: "يا أبا اليمان! إنِّي قد احتجتُ اليوم إلى كلامِك، فقم فتكلَّم". قال: "إنِّي سمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ .. فذكر الحديثَ.
ففي إسناده حجر بن الحارث الغسَّاني، وعبد الله بن عوف الكناني، لي فيهما توثيقٌ لأحدٍ، وذكرهما ابن حبان في "الثقات"، لكن ثبتَ في صحيح مسلم وغيرِه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمَّع سمَّع الله به، ومن راءى راءى الله به". فالرياء ممنوعٌ في كلِّ شيء. والله أعلم.
[١٠ - باب إباحة الكلام في الخطبة بالأمر والنهي]
• عن جابر قال: دخل رجل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة فقال: "صلَّيتَ؟ " قال: لا. قال: "قم فصلِّ ركعتين".
متفق عليه: رواه البخاري في الجمعة (٩٣١) ومسلم في الجمعة (٨٧٥) كلاهما من حديث سفيان، عن عمرو بن دينار، سمع جابرًا يقول، فذكر الحديثَ.
• عن قيس بن أبي حازم، عن أبيه، أنَّه جاء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقام في الشمس، فأمر به فحُوِّل إلى الظلِّ.
صحيح: رواه أبو داود (٤٨٢٢) عن مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، قال: حدثني قيس، عن أبيه، فذكر مثله.
إسناده صحيح، وصحَّحه ابن حبان (٢٨٠٠) ورواه من طريق يحيى بن سعيد، كما صحَّحه أيضًا ابن خزيمة (١٤٥٣) والحاكم (٤/ ٢٧١) كلاهما من حديث إسماعيل بإسناده مثله.
وإسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي، ثقة ثبت، ولكن رواه شعبة، عن إسماعيل فأرسله، رواه الإمام أحمد (١٥٥١٧) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن قيس بن أبي حازم، أنَّ أباه جاء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فذكر الحديث.
وقيس بن أبي حازم تابعي لم يحضر القصة، إلَّا أنَّ من زاد فرواه عن "أبيه" فهو مقبول.
• عن أنس بن مالك، قال: دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟ فأشار إليه الناس: أن اسكت! فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الثالثة: "ويحك! ماذا أعدت لها؟ " فذكر الحديثَ.
فقال الرجل: أعدت لها حبَّ الله ورسوله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس فإنَّك مع من أحببتَ".
حسن: رواه البيهقي (٣/ ٢٢١) عن محمد بن أحمد بن زكريا، أنبأنا محمد بن الفضل بن محمد