للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كمثل قوم ساروا في ليلة مظلمة لها مطر ورعد وبرق على جادة، كلما أبرقت أبصروا الجادة فمضوا فيها، فإذا ذهب البرق تحيروا، فكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الاخلاص أضاء له، وكلما شك تحير ووقع في الظلمة". رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.

وقوله: أي وإذا تعرض لهم شكوك عادوا إلى نفا قهم، وعاشوا خائبين وخاسرين.

وقوله: أي لو أراد اللَّه منهم سلب إيمانهم لفعل لتركهم الحق، فعاشوا في الأرض مثل الكفار الذين لا يسمعون الحق ولا يبصرونه.

وفيه تحذير للمنافقين الذين يسمعون كلام اللَّه ولا يعتبرون به، بل يجعلون أصابعهم في آذانهم ويعرضون عن أوامره ونواهيه من أجل نفاقهم، واللَّه قادر على كشف ما يبطنون.

١٢ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢)}

قوله: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} أي وحدوا ربكم لأنه هو الخالق، فهو المستحق للعبادة وحده.

وقوله: {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} السماء هو كل ما علا فوقك. والمراد به هنا: السحاب. وقوله: {أَنْدَادًا} جمع ند، وهو نظير وشبيه.

• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: سألت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أي الذنب أعظم عند اللَّه؟ قال: "أن تجعل للَّه ندًا وهو خلقك" قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: "وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك" قلت: ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك".

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٧٦) ومسلم في الإيمان (٨٦) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.

• عن معاذ بن جبل قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا معاذ، أتدري ما حق اللَّه على العباد؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، أتدري ما حقهم عليه؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "أن لا يعذبهم".

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٣٧٣) ومسلم في الإيمان (٥٠: ٣٠) كلاهما من حديث محمد بن جعفر غندر، حدّثنا شعبة، عن أبي حصين والأشعث بن سليم، سمعا الأسود بن هلال، عن معاذ بن جبل، فذكره.

• عن قتيلة امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: إنكم تندّدون، وإنكم تشركون تقولون: ما شاء اللَّه وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أرادوا

<<  <  ج: ص:  >  >>