رواه الطبراني في "الأوسط". وقال: "لم يروه عن محمد بن عينية إلا يعقوب بن أبي عبَّاد القلزمي، ولم أر من ذكره". انظر "المجمع" (١/ ٥٨).
وفي الباب أيضًا عن جابر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقًا".
رواه البزار - كشف الأستار (٣٤). قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٥٨): "رواه البزار، وفيه أبو أيوب عن محمد بن المنكدر، ولا أعرفه".
[٥ - باب النقص في كمال الإيمان بالمعاصي]
• عن أبي هريرة، أنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأشربة (٥٥٧٨)، ومسلم في الإيمان (٥٧) كلاهما عن ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: سمعتُ أبا سلمة بن عبد الرحمن، وابن المسيب يقولان: قال أبو هريرة، فذكر الحديث.
قال ابن شهاب: وأخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أنّ أبا بكر كان يحدثه عن أبي هريرة، ثم يقول: كان أبو بكر يُلحق معهن: "ولا ينتهبُ نهبةً ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم فيها، حين ينتهبها وهو مؤمن".
ظاهره أن قوله: "ولا ينتهب. . . إلخ" ليس بمرفوع، وإنما هو من كلام أبي هريرة، ويرد عليه ما رواه البخاريّ في المظالم (٢٤٧٥) من حديث الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، فذكر الحديث كاملًا في نسق واحد، وهذا لفظه: "لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهبُ نهبةً، يرفعُ النّاس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن".
فجعله كله مرفوعًا.
ورواه أيضًا مسلمٌ من طريق الليث بن سعد بإسناده عن أبي هريرة أنه قال: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يزني الزاني" وقال: واقتصّ الحديث بمثله، يذكر مع ذكر النُّهبة، ولم يذكر: "ذات شرف".
وفي رواية عنده في حديث همام: "يرفع إليه المؤمنون أعينهم فيها وهو حين ينتهبُها مؤمن"، وزاد: "ولا يَغُلُّ أحدكم حين يَغُلُّ وهو مؤمن، فإيّاكم إيّاكم".
وفي رواية عنده في حديث ذكوان عن أبي هريرة: "لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، والتوبةُ معروضة بعد".
والخلاصة: أنّ قول أبي بكر بن عبد الرحمن: "وكان أبو هريرة يلحق معهن" معناه يلحقها روايةً عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، لا من عند نفسه، وكأن أبا بكر خصّها بذلك لكونه بلغه أن غيره لا يرويها.