• عن عبد الله بن عمرو أن أعرابيا يقال له: أبو ثعلبة قال: يا رسول الله! إن لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك". قال: ذكيا أو غير ذكي؟ قال:"نعم". قال: فإن أكل منه قال: "وإن أكل منه". قال: يا رسول الله، أَفْتِني في قوسي. قال:"كل ما ردت عليك قوسك". قال:"ذكيا أو غير ذكي". قال: وإن تغيب عني؟ قال:"وإن تغيب عنك ما لم يصل أو تجد فيه أثرا غير سهمك". قال أَفْتِني في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها؟ قال:"اِغْسِلْها وكُلْ فيها".
حسن: رواه أبو داود (٢٨٥٧)، وأحمد (٦٧٢٥)، والدارقطني (٤٧٩٧) كلهم من طريق حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فذكره. وإسناده حسن من أجل الكلام في عمرو بن شعيب غير أنه حسن الحديث.
قال ابن عبد الهادي في التنقيح (٤/ ٦٢٧): وحديث عمرو بن شعيب إسناده صحيح إليه، فمن احتج بعمرو فهو صحيح عنده" اهـ.
قلت: وإلى هذا ذهب مالك، ورواية عن أحمد، وقول ضعيف للشافعي، وحملوا النهي في حديث عدي بن حاتم على كراهة التنزيه.
• عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صيد الكلب: "إذا أرسلتَ كلبك، وذكرتَ اسم الله تعالى فكل، وإن أكل منه، وكُلْ ما ردتْ عليك يدُك".
حسن: رواه أبو داود (٢٨٥٢) عن محمد بن عيسى، ثنا هشيم، ثنا داود بن عمرو، عن بُسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني فذكره. وأخرجه البيهقي (٩/ ٢٣٧) من طريق أبي داود.
وإسناده حسن من أجل داود بن عمرو، وهو الدمشقي، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وحسّن إسناده أيضا ابن عبد الهادي في التنقيح (٤/ ٦٢٦).
[٣ - باب إذا وجد مع الصيد كلبا آخر]
• عن عدي بن حاتم قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صيد المعراض؟ قال: "ما أصاب بحده فكله، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ". وسألته عن صيد الكلب؟ فقال: "ما أمسك عليك فكل، فإنّ أخذ الكلب ذكاة، وإن وجدتَ مع كلبك أو كلابك كلبا غيره فخشيت أن يكون أخذه معه، وقد قتله، فلا تأكل، فإنما ذكرت اسم الله على كلبك،