المهاجرين". قال اليهودي: فما تُحْفَتُهم حين يَدْخُلون الجنَّة؟ قال: "زيادةُ كبدِ النُّونِ". قال: فما غِذاؤهم على إثرِها؟ قال: "يُنْحَرُ لهم ثورُ الجنّة الذي كان يأكلُ من أطرافَها". قال: فما شرابُهم عليه؟ قال: "مِن عينٍ فيها تُسمَّى سَلْسَبيلا". قال: صدقتَ، قال: وجئتُ أسألُك عن شيء لا يعلمه أحدٌ من أهل الأرض إِلَّا نبيٌّ أو رجلٌ ورجُلان. قال: "ينفعُك إن حدَّثْتُك؟ "، قال: أسمع بأُذُنَيَّ. قال: جئتُ أسألك عن الولد؟ قال: "ماءُ الرّجل أبيضُ، وماءُ المرأةِ أصفرُ، فإذا اجتمعا فعلا مَنِيُّ الرّجل منيَّ المرأة أذْكرا بإذْنِ الله، وإذا علا مَنِيُّ المرأة منيَّ الرّجل آنَثا بإذْنِ الله". قال اليهودي: لقد صدقتَ، وإنك لنَبِيٌّ، ثم انصرف فذهب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه، وما لي عِلمٌ بشيء منه حتَّى أتانِيَ الله به".
صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣١٥) عن الحسن بن عليّ الحُلواني، ثنا أبو توبة، ثنا مُعاوية بن سلّام، عن زيدٍ، أنَّه سمع أبا سلامٍ قال: حَدَّثَنِي أبو أسماء الرحبيّ، أنَّ ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
وقوله: "فما تحفتهم" بإسكان الحاء، وهي ما يُهدي إلى الرّجل ويخصّ به ويلاطف.
وقوله: "زيادة كبد النون" النون هو الحوت، وجمعه نينان. وزائدة الكبد هو: طرف الكبد، وهو أطيبها.
وقوله: "أذْكرا بإذن الله وآنثا بإذن الله" معنى الأوّل: كان الولد ذكرا، ومعنى الثاني: كان أنثى. ذكره النوويّ في شرح مسلم.
وعلاقة هذا الحديث بالباب المذكور: ما ذُكر فيه من صفة ماء الرّجل، وماء المرأة اللذين بخروجهما يجب الغسلُ. والحديث مذكور - أيضًا - في صفة الجنّة والنارِ.
٤ - باب وجوب الغُسْل على المرأة إذا رأت في المنام مثلَ ما يَرى الرّجلُ
• عن عروة بن الزُّبير، أنَّ أم سُليم - وهي امرأة أبي طلحة - قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المرأة تَرى في المنام مِثلَ ما يَرى الرّجلُ، أتغتسل؟ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم فلتَغْتَسِل". فقالت لها عائشة: أفٍّ لك، وهل ترى ذلك المرأةُ؟ فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تربتْ يمينُكِ! ومِن أين يكون الشَبَه؟ ".
متفق عليه: أخرجه مالك في الطهارة (٨٤) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزُّبير فذكره.
وحديث أم سُليم رواه عنها عدد من الصّحابة، منهم أنس بن مالك وعائشة وأم سلمة. رواه البخاريّ (١٣٠، ٢٨٢، ٣٣٢٨) ومسلم في الحيض (٣١٠ - ٣١٤) وفي بعض الروايات عند مسلم: