أخرجه البخاري في الشّهادات (٢٦٨٥)، وفي الاعتصام (٧٣٦٣)، وفي التوحيد (٧٥٢٣).
وكذلك جاء عن كعب الأحبار منسوبًا إلى اللَّه سبحانه وتعالى: "عليكم بالقرآن فإنّه أحدث الكتب عهدًا بالرّحمن".
وفي رواية أخرى عنه: "إن اللَّه قال في التوراة: يا موسى، إنّي أنزل عليك توراة حديثة، أفتح بها أعينًا عميًا، وآذانا صُمًّا، وقلوبًا غلفًا".
رواه ابن أبي حاتم بسند حسن، كما قال الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٤٩٩).
٦ - باب ما جاء في أوّل ما نزل من القرآن
• عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: "أول ما بدئ به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال:"اقرأ" قال: "ما أنا بقارئ" قال: "فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني"، فقال:"اقرأ" قلت: "ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني" فقال: "اقرأ" فقلت: "ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني" فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. . .} [سورة العلق: ١ - ٥]. فرجع بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يرجف فؤادُه، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي اللَّه عنها فقال:"زمِّلوني زمِّلوني"، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوعُ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر:"لقد خشيت على نفسي" فقالت خديجة: كلا واللَّهِ ما يخزيك اللَّه أبدا، إنّك لتصل الرّحم، وتحملُ الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحقّ.
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عم خديجة، وكان امرءًا تنصَّر في الجاهليّة وكان يكتب الكتاب العبرانيَّ فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللَّه أن يكتب وكان شيخا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا ابنَ عمِّ اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى، فأخبره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا النّاموس الذي نزل اللَّه على موسى، با ليتني فيها جَذَعٌ ليتني أكونُ حيًّا إذْ يُخرجك قومُك، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أو