حسن من أجل الكلام في عاصم بن أبي النجود وهو ابن بهدلة غير أنه حسن الحديث.
٢٠ - باب لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرًا، ولا تغزى مكة بعد اليوم أبدًا
• عن مطيع بن الأسود قال: سمعت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: "لا يقتل قرشي صبرًا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة".
وزاد في رواية فقال: ولم يكن أسلم أحد من عصاة قريش غير مطيع، كان اسمه العاصي، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيعًا.
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (٨٨: ١٧٨٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عليّ بن مسهر ووكيع، عن زكريا، عن الشعبي قال: أخبرني عبد الله بن مطيع، عن أبيه قال: فذكره.
ورواه مسلم (٨٩: ١٧٨٢) عن ابن نمير، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا زكريا بهذا الإسناد، وزاد: قال: ولم يكن أسلم ......
وأخرجه الإمام أحمد (١٥٤٠٨) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٠/ ٢٩٢) والطحاوي في مشكله (١٥٠٨) كلّهم من حديث ابن إسحاق، حَدَّثَنِي شعبة بن الحجاج، عن عبد الله بن أبي السفر، عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن مطيع بن الأسود - أخي بني عدي بن كعب - عن أبيه مطيع، وكان اسمه العاص فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيعا، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول: "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدًا، ولا يقتل رجل من قريش بعد العام صبرًا أبدًا".
وهذا إسناد حسن من أجل تصريح ابن إسحاق. ولقوله: "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدًا" شاهد من حديث الحارث بن مالك بن البرصاء، وهو الآتي:
• عن الحارث بن مالك بن البرصاء قال: سمعت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة يقول: "لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة".
صحيح: رواه الترمذيّ (١٦١١) وأحمد (١٥٤٠٤) والحاكم (٣/ ٦٢٧) كلّهم من حديث زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن الحارث بن مالك بن البرصاء فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي، فلا نعرفه إِلَّا من حديثه".
والظاهر أن الشعبي له شيخان في هذا الحديث: الحارث بن مالك بن البرصاء، كان يروي حديث غزو مكة، وعبد الله بن مطيع، كان يُروي عن أبيه حديث غزو مكة، وحديث قتل القرشي صبرًا، وكان يجمع بينهما مرة، ويفرق أخرى.
ومعنى الحديث: لا يقتل قرشي كفرًا وارتدادًا بعد دخولهم في الإسلام يوم الفتح، وليس المراد أنهم لا يقتلون ظلمًا صبرًا، فقد جرى على قريش بعد ذلك ما هو معلوم. أفاده النوويّ.