الغد حين بايع المسلمون أبا بكر، واستوى على منبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تشهد قبل أبي بكر، فقال: أما بعد، فاختار اللَّه لرسوله الذي عنده على الذي عندكم، وهذا الكتاب الذي هدى اللَّه به رسولكم، فخذوا به تهتدوا، وإنما هدى اللَّه به رسوله.
رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٦٩) عن يحيى بن بكير، حدّثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني أنس بن مالك، فذكره.
وثبت عن أبي برزة قال: إن اللَّه يغنيكم -أو نعشكم- بالإسلام وبمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.
رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٧١) عن عبد اللَّه بن صباح، حدّثنا معتمر قال: سمعت عوفا أن أبا المنهال حدثه أنه سمع أبا برزة قال: فذكره.
[٢ - باب الحث على لزوم الصراط المستقيم]
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: خط لنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطا، ثم قال: "هذا سبيل اللَّه"، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: "هذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه" ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [سورة الأنعام: ١٥٣]
حسن: رواه أحمد (٤١٤٢)، وصحّحه ابن حبان (٦، و ٧)، والحاكم (٢/ ٣١٨) من طرقٍ عن حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد".
وإسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود.
وقد روي عن ابن مسعود نحوه من وجوه أخرى.
وبمعناه ما روي عن جابر بن عبد اللَّه قال: كنا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فخط خطا، وخط خطين عن يمينه، وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط، فقال: "هذا سبيل اللَّه"، ثم تلا هذه الآية: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣].
رواه ابن ماجه (١١)، وأحمد (١٥٢٧٧) كلاهما من طريق أبي خالد الأحمر، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، فذكره.
وفي إسناده مجالد، وهو ابن سعيد ضعيف.
• عن النواس بن سمعان الأنصاري، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ضرب اللَّه مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس ادخلو الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب قال: