اشهد عليهم، فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أنّ هذا النّبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ ". قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد". قالوا: وأنت الآن فحدّثنا من وليُّك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال:"فإنّ ولييَ جبريل عليه السلام ولم يبعث اللَّه نبيًّا قطّ إلا وهو وليُّه". قالوا: فعندها نفارقك لو كان وليُّك سواه من الملائكة لتابعناك وصدّقناك. قال:"فما يمنعكم من أن تصدّقوه؟ ". قالوا: إنّه عدوُّنا. قال: فعند ذلك قال اللَّه عز وجل: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} إلى قوله عز وجل: {كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}. [سورة البقرة: ٩٧ - ١٠١]، فعند ذلك {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ}[سورة البقرة: ٩٠].
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٥١٤) عن هاشم بن القاسم، حدّثنا عبد الحميد، حدّثنا شهر، قال ابن عباس: فذكر مثله.
عبد الحميد هو ابن بهرام الفزاريّ، صاحب شهر بن حوشب، وهو صدوق.
وشهر هو ابن حوشب مختلف فيه.
وقد تُوبع بالجملة في رواية رواها الإمام أحمد (٢٤٨٣) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكر مثله. وزاد فيه السّؤال الخامس وهو قول اليهود:"أَخْبِرْنا ما هذا الرّعد؟ قال:
"ملك من ملائكة اللَّه عزّ وجلّ موكّل بالسحاب بيده - أو في يده مخراق من نار يزجر به السّحاب يسوقه حيث أمر اللَّه". قالوا: فما هذا الصّوتُ الذي نسمع؟ قال: "صوتُه".
ورواه الترمذيّ (٣١١٧) من هذا الوجه إلّا أنه اقتصر على الرّعد واللّحوم وقال: "حسن غريب".
قلت: فيه بكير بن شهاب الكوفي لم يوثقه غير ابن حبان ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول" أي عند المتابعة، وقد توبع في الجملة إلّا في قصة الرّعد، فيتوقف من قبول هذه الزيادة، واللَّه تعالى أعلم.
١٥ - باب إذا كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يشتكي فينزل جبريل ويرقبه
• عن عائشة أنّها قالت: "كان إذا اشتكى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رقاه جبريل. قال: باسم اللَّه يُبريك، ومن كلّ داء يشفيك، ومن شرِّ حاسد إذا حسد، وشرِّ كلِّ ذي عين".
صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٨٥) عن محمد بن أبي عمر المكيّ، حدّثنا عبد العزيز الدّراورديّ، عن يزيد (وهو ابن عبد اللَّه بن أسامة بن الهاد)، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة، فذكر الحديث.