ابن شميل وغيرهما يروونه موقوفا".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا حماد بن سلمة، ولا رواه عن حماد إلا النضر بن شميل ويزيد بن هارون".
قال ابن كثير عقب كلام البزار المذكور: "قلت: لولا هذه العلة لكان على شرط الصحيح، ولم يخرجوه". البداية والنهاية (١/ ٣٩٩).
قلت: النضر بن شميل ويزيد بن هارون ثقتان، فلا يضر من رواه موقوفا، ثم الموقوف يرجع إلى الرفع لأنه من الأمور الغيبيات، وقول ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٣٩٩) عقب كلام البزار: لولا هذه العلة لكان على شرط الصحيح ولم يخرجوه.
قلت: هذه العلة غير قادحة إلا أنه حسن من أجل الكلام في سماك بن حرب، عن عكرمة.
[٢٠ - باب ذكر وفاة إبراهيم عليه السلام وما قيل في عمره]
يقال: إنه ولد في بابل، وهاجر إلى حران، ثم إلى أرض الشام، وأقام ببلاد إيلياء، ثم هاجر إلى مصر، ثم إلى الحجاز ورجع إلى الشام وماتت سارة قبله بقرية حبرون التي في أرض كنعان، ولها من العمر مائة وسبع وعشرون سنة فيما ذكر أهل الكتاب، كما قال ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٤٠٢).
وليس كما قال، فقد جاء في سفر التكوين (٢٣: ١ - ٢) فحزن عليها إبراهيم، واشترى من بني حِثّ مغارة بأربعمائة مثقال فضة، ودفن فيها سارة هنالك. ومرض إبراهيم عليه السلام ومات عن مائة وخمس وسبعين سنة. ودفن في المغارة المذكورة عند امرأته سارة، وتولى دفنه إسماعيل وإسحاق .. كما قال ابن كثير. (١/ ٤٠٣).
وهذا مما أخذه الحافظ ابن كثير من سفر التكوين (٢٥: ٩) وذلك بناء على نصوص التوراة أن إسماعيل مع أمه هاجر سكن في برية الشام، والحق أنه سكن في الحجاز، فمن المستبعد مشاركته في دفن أبيه إبراهيم لأنه لم يثبت عندنا سفره إلى الشام بعد أن أسكنه أبوه بمكة. والله تعالى أعلم.
وأما قبره فكما قال ابن كثير (١/ ٤٠٥): "فقبره، وقبر ولده إسحاق، وقبر ولد ولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان بن داود عليه السلام ببلد حبرون، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم، وهذا مُتلقى بالتواتر، أمة بعد أمة، وجيلًا بعد جيل من زمن بني إسرائيل وإلى زماننا هذا أن قبره بالمربعة تحقيقا.
[٢١ - باب ذكر أولاد إبراهيم عليه السلام]
من أولاد إبراهيم عليه السلام: إسماعيل من هاجر القبطية المصرية، ثم ولد له إسحاق من سارة بنت عم الخليل، وهذا مما لا خلاف بين المسلمين وهو ثابت من نص القرآن الكريم، وما