فكلاهما من شيوخه، فتارة رواه عن هذا، وتارة عن هذا.
• عن عتبة بن عبد السلمي قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل".
حسن: رواه ابن ماجه (١٦٠٤) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير قال: حدّثنا إسحاق بن سليمان قال: حدّثنا حريز بن عثمان، عن شرحبيل بن شفعة، قال: لقيني عتبة بن عبد السلمي، فذكره.
ورواه أحمد (١٧٦٣٩) من وجه آخر عن شُرحبيل بن شفعة الرحبي بإسناده مثله.
وإسناده حسن من أجل شُرحبيل بن شُفعة؛ فإنه حسن الحديث.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الجنائز.
وفي معناه ما روي عن عتبة بن عبد السلمي -وكان من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر حديثا طويلا في أصناف القتل، وجاء فيه: "ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه، وماله في سبيل اللَّه، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فمصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم، سبعة أبواب، وبعضها أسفل من بعض".
رواه أحمد (١٧٦٥٧)، والطيالسي (١٣٦٣) والطبراني في الكبير (١٧/ ١٢٥ - ١٢٦)، وابن حبان (٤٦٦٣)، كلهم من طريق صفوان بن عمرو السكسكي، عن أبي المثنى المليكي، عن عتبة بن عبد السلمي، فذكره.
وفي إسناده أبو المثنى المليكي، وهو ضمضم الأملوكي، لم أقف له على توثيق سوى توثيق العجلي وابن حبان، فذكره في الثقات.
[٤ - باب ما جاء في أسماء أبواب الجنة]
• عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول: "من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل اللَّه، دعي من أبواب -يعني الجنة-: يا عبد اللَّه هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، وباب الريان"، فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول اللَّه؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل الصحابة (٣٦٦٦)، ومسلم في الزكاة (٨٥ - ١٠٢٧) كلاهما من طرق عن الزهري، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة، قال: