البيع والابتياع، وعن تناشد الأشعار في المساجد.
وإسناده حسن لأجل ابن عجلان وعمرو بن شعيب.
وحسنه أيضًا الترمذي. وصححه ابن خزيمة (١٣٠٦) فرواه من حديث أبي خالد تمام الحديث مثل حديث يحيى، كما رواه أيضًا من حديث يحيي بن سعيد به مثله (١٣٠٤).
[٤٣ - باب كراهية إنشاد الضالة والبيع والشراء في المسجد]
• عن أبي هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمع رجلًا يَنْشُدُ ضالةً في المسجد فليقُل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٦٨) من حديث حيوة، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود النوفلي، عن أبي عبد الله مولي شَدَّاد بن الهاد، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره.
ورواه الترمذي (١٣٢١) من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا ولفظه: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاعُ في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيتُم من ينشدُ فيه ضاله فقولوا: لا ردَّ الله عليك".
ورواه ابن خزيمة (١٣٠٥)، وابن حبان (١٦٥٠)، والحاكم (٢/ ٥٦) كلهم من طريق عبد العزيز ابن محمد، أخبرنا يزيد بن خُصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب.
قلت: وهو كما قال فإن عبد العزيز بن محمّد وهو الدراوردي "صدوق".
ثم اختلف عليه في وصله وإرساله، الصواب أنه مرسل وهو الذي رجحه أيضًا الدارقطني في "العلل" (١٠/ ٦٥)،
• عن سليمان بن بُريدة، عن أبيه، أن رجلًا نشد في المسجد فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا وجدت، إنما بُنيتْ المساجدُ لما بُنيتِ له".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٦٩) من حديث عبد الرزاق - وهو في مصنفه (١٧٢١) - عن الثوري، عن علقمة بن مرثَد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه فذكره.
ورواه أيضًا من حديث وكيع، عن أبي سنان، عن علقمة بن مرثد به وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما صلَّي قام رجل فقال: فذكره.
وفي رواية: كان ذلك في صلاة الفجر.
قوله: من دعا إلى الجمل الأحمر: أي من وجد ضالتي وهو الجمل الأحمر، فدعاني إليه.
وقوله: "إنما بُنيت المساجد لما بنيت له" قال النووي في شرح مسلم: "معناه لذكر الله تعالي والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها".
وقوله: "لا وجدت" أي إن عُدت لهذا الفعل بعد نَهْي إياك عنه.