ولكن ثبت أنه اعتكف في شوال، وشوال ليس محلًا للصوم، ولم ينقل أنه صام في شوال، فالأصل أنه اعتكف ولم يصم حتى يثبت خلافه.
[١٤ - باب خروج المعتكف من المسجد لحوائجه دون غيرها، من زيارة المريض واتباع الجنازة ونحو ذلك]
• عن عائشة، أنّها قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا اعتكف يُدْني إليَّ رأسَه فأرجّلُه، وكان لا يدخلُ البيتَ إلّا لحاجة الإنسان.
متفق عليه: رواه مالك في الاعتكاف (١) عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته.
ورواه مسلم في الحيض (٢٩٧: ٦) من طريق مالك، به، مثله.
ورواه البخاري في الحيض (٢٩٥) من طريق مالك، به، مختصرًا، بلفظ: "كنتُ أرجِّلُ رأسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حائض".
• عن عائشة زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: إن كنتُ لأدخل البيتَ للحاجة والمريضُ فيه، فما أسألُ عنه إلّا وأنا مارّة وإن كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليدخلُ عليَّ رأسَه وهو في المسجد فأرجِّله، وكان لا يدخلُ البيتَ إلا لحاجةٍ إذا كان معتكفًا.
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتكاف (٢٠٢٩)، ومسلم في الحيض (٢٩٧: ٧) كلاهما من طريق الليث، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته. وأما ما رُوي عن عائشة، قالت: : كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يمر بالمريض وهو معتكف، فيمر كما هو، ولا يُعَرّج يسأل عنه" فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٢٤٦٤) عن محمد بن عيسى، ثنا عبد السلام بن حرب، أنا ليث بن أبي سُليم، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت (فذكرته).
وليث بن أبي سليم مضطرب الحديث كما قال أحمد، وبه أعلّه المنذري والحافظ ابن حجر وغيرهما، وقالوا: الصحيح عن عائشة من فعلها كما رواه مسلم (٢٩٧) عن عروة وعمرة عنها، أنّ عائشة، قالت: "إن كنتُ لأدخل البيت للحاجة، والمريض فيه، فما أسأل عنه إلا أنا مارّة".
وليس فيه دليل بأنها كانت تخرج لعيادة المريض، وإنما كانت تخرج للحاجة التي لا بد منها.
كما رواه عبد الرزاق (٨٠٥٦) عن عمرة، عنها قالت: "كانت تمر بالمريض من أهلها، وهي مجتازة، فلا تعرض له".
وفي رواية عنده: "كانت عائشة في اعتكافها إذا خرجت إلى بيتها لحاجتها، تمر بالمريض، فتسأل عنه وهي مجتازة لا تقف عليه". وعند النسائي في "الكبري" (٣٣٧١): "كانت إذا اعتكفت