فلعل أنس بن مالك هذا الذي أراد بأنه إذا صلَّى ولم يكن له حاجة، ولم يُرد الخروج من المسجد، أو صلَّى في غير مسجده فكثيرًا ما كان ينصرف عن يمينه، وأحيانًا ينصرف على وجهه كما يدل عليه حديث سمرة بن جندب، وحديث البراء بن عازب.
٢٠ - باب إقبال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه بعد التسليم
• عن سمرة بن جندب قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاةً أقبل علينا بوجهه.
صحيح: رواه البخاري في الأذان (٨٤٥) ومسلم في الفضائل (٢٢٧٥) كلاهما من حديث جرير بن حازم، قال: حدثنا أبو رجاء، عن سمرة بن جندب ... فذكره. وزاد مسلم فقال: "هل رأى أحد منكم رؤيا؟ ".
وفي الحديث تفاصيل أخرى سيأتي في كتاب الرؤيا.
• عن زيد بن خالد الجُهني قال: صلَّى لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصُّبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال ... فذكر بقية الحديث.
متفق عليه: رواه مالك في الاستسقاء (٤) عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني فذكره.
ومن طريق مالك رواه البخاري في الأذان (٨٤٦)، ومسلم في الإيمان (٧١).
٢١ - باب ما جاء في انصراف الإمام أحيانًا عن اليمين وأحيانًا عن الشمال
• عن هُلب قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمنا، فينصرفُ على جانبيه جميعًا على يمينه وعلى شماله.
حسن: رواه أبو داود (١٠٤١)، والترمذي (٣٠١)، وابن ماجه (٩٢٩) كلهم من طريق سماك بن حرب، عن قبيصة بن هُلب، عن أبيه فذكره، واللفظ للترمذي.
قال الترمذي: حديث حسن.
قلت: وهو كما قال فإن قبيصة بن هُلب لم يوثقة غير العجلي وابن حَبَّان ومثله يحسن حديثه، وقد حسَّنه أيضًا النووي في المجموع (٣/ ٤٩٠) وابن عبد البر في الاستيعاب كما قال الشوكاني في النيل (٢/ ٣٥٦)، وأما الذين رموه بالجهالة فلأجل لم يرو عنه غير سماك بن حرب، فإذا وُثِّق ارتفعتْ عنه الجهالة ولحديثه أصول ثابتة تُقَوِّيه.
• عن عمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جده، قال: رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - ينفتل عن يمينه، وعن يساره في الصلاة.
حسن: رواه ابن ماجه (٩٣١) عن بشر بن هلال الصواف، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن