قوله:{غُلِبَتِ الرُّومُ} المراد بالروم أمة مختلطة من اليونانيين واللاطنيين من سكان إيطاليا، وتسمى دولتهم البيزنطية وكان مقرّها الشام، وهي تابعة للإمبراطورية العظمى الرومية وكان مقرها قسطنطينية، وكان هؤلاء من أهل الكتاب، وكان الفرسُ عُبّادَ الأوثان، فلما غلبَ الفرسُ على الروم، فرح أهلُ مكة لأنهم كانوا مشركين، فحزن المسلمون فبشّرهم الله تعالى بقوله: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ}.
قوله:{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} أي: أقرب أرض الشام إلى أرض فارس.
• عن ابن عباس في قول الله تعالى {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} قال: غُلِبتْ وغَلَبتْ، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم، لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أما إنهم سيغلبون" فذكره أبو بكر لهم فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا، فإنْ ظَهرْنا كان لنا كذا وكذا، وإنْ ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"ألا جعلته إلى دون". قال: أراه العشر، قال أبو سعيد: والبضع ما دون العشر، قال: ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله تعالى {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} إلى قوله قال سفيان: سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم بدر.
صحيح: رواه الترمذي (٣١٩٣)، والنسائي في الكبرى (١١٣٢٥)، وأحمد (٢٤٩٥)، والحاكم (٢/ ٤١٠) كلهم من طريق معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن