ما قال فيه، لأنه يعتمد غالبًا على توثيق ابن حبان.
وإسناده حسن من أجل أبي مراية فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو من رجال التعجيل، قال فيه أبو سعيد: "كان قليل الحديث، أي أنه عرفه، ولم يقل فيه شيئًا".
وقال البوصيري في "الإتحاف" (٢٧٠٤): "رواه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى وأحمد بإسناد صحيح".
وعن أبي هريرة أيضًا مرفوعًا: "أيما نائحة ماتتْ قبل أن تتوبَ ألْبَسها الله سِرْبالًا من قَطِران، وأقامها للناس يوم القيامة" إلا أنه ضعيف.
رواه أبو يعلى (٥٩٧٩) عن أبي إبراهيم الترجماني، حدثنا عُبَيس بن ميمون، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وعُبيس بن ميمون، ويقال: عيسي بن ميمون كما في "تهذيب الكمال" وفروعه، وهو الواسطي، وهو مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والراوي عنه.
قال البخاري: "هو أبو عبيدة عُبَيس بن ميمون التيمي، عن يحيى بن أبي كثير وغيره منكر الحديث". وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه غير محفوظ" "الميزان" (٣/ ٢٧) وقد ضعَّفه يحيي بن معين وأبو حاتم والترمذي والنسائي وغيرهم، وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات، فاستحق مجانبة حديثه، والاجتناب عن روايته، وترك الاحتجاج بما يروي لما غلب عليه من المناكير" "المجروحين" (٦٩٧)، وبه ضعَّفه البوصيري في "الإتحاف" (٢٧١٤).
وأما الهيثمي فقال في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٣): "رواه أبو يعلى وإسناده حسن" لعله ظن أنه عيسي بن ميمون الجرشي أبو موسى، يعرف بابن داية، فإنه ثقة.
وقال الحافظ ابن حجر: "وقد فرق بينهما ابن معين وابن حبان" فقال ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٤٨٩) عن الثاني: مستقيم الحديث". وهذا الذي ظنه الهيثمي فحسَّنه، والصواب أنه عبيس بن ميمون، للقرينة التي ذكرها البخاري، واعتمده البوصيري وضعَّفه. والله تعالى أعلم.
٧ - باب الميت يُعذب في قبره ببكاء أهله عليه
• عن عمر بن الخطاب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الميت يُعذَّب في قبره بما نيح عليه".
وفي رواية: "الميت يعذب ببكاء الحي عليه".
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٩٢) عن عبدان، قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، عن أبيه فذكر الحديث.
ورواه مسلم في الجنائز (٩٢٧/ ١٧) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة بإسناده مثله.
والرواية الثانية رواها البخاري عن آدم، عن شعبة بإسناده السابق، ورواها مسلم من أوجه عن