حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ذَر بن عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
قلت: بل هو حسن فقط فِإن محمد بن فضيل هو ابن غزوان حسن الحديث.
وقد اختلف في إسناد هذا الحديث فمنهم من أسقط ذر بن عبد الله، ومنهم من أثبته، والصواب إثباته، ومنهم من رفعه ومنهم من أوقفه، والرفع زيادة مقبولة لا سيما أنه رفعه عدد من الرواة، وقد ساق النسائي في عمل اليوم والليلة (٩٣٣ - ٩٣٩) اختلافا طويلا، ولم يصرح بالترجيح، لكن نقل الطحاوي في شرح المشكل (٩١٨) عن النسائي أنه صوب الوقف. والله أعلم.
• عن أنس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا هاجت ريح شديدة قال: "اللهم! إني أسألك من خير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شر ما أرسلت به".
وفي رواية زاد في أوله: كان إذا رأى الريح فزع.
صحيح: رواه البخاري في الأدب المفرد (٧١٧١)، وأبو يعلى (٢٩٠٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٩٢٦) كلهم من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا المثنى بن سعيد، عن قتادة، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو يعلى (٨٣٩١ - إتحاف المهرة)، وابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق (١٢٩) كلاهما من طريق ابن فضيل، عن الأعمش، عن أنس فذكر نحوه بالزيادة المذكورة في أوله.
وإسناده حسن من أجل ابن فضيل، وهو محمد بن فضيل بن غزوان.
• عن سلمة بن الأكوع يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان إذا اشتدت الريح يقول: "اللهم! لقحا لا عقيما".
حسن: رواه أبو يعلى (٣٨٨١ - مطالب)، وصحّحه ابن حبان (١٠٠٨)، والحاكم (٤/ ٢٨٥) كلهم من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، حدثني يزيد بن أبى عبيد، قال: سمعت سلمة ابن الأكوع يرفعه فذكره.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين".
قلت: في إسناده المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وهو ابن الحارث بن عبد الله بن عياش المدني لم يخرج له مسلم وهو حسن الحديث.
[٢ - باب ما يقول إذا رأى السحاب]
• عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه. وإن كان في صلاته حتى يستقبله: فيقول: "اللهم! إنا نعوذ بك من شر ما أرسل