شديد، والماء ينشفُ فقال:"مُدُّوه من الماء، فإنه لا يزيده إلا طيبًا" فخرجنا حتى قدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها، واتخذناها مسجدًا قنادينا فيه بالأذان. قال والراهب رجل من طيّء فلما سمع الأذان قال: دعوة حق، ثم استقبل تلعةً من تلاعِنا فلم نره بعد.
صحيح: رواه النسائي (٧٠١) عن هناد بن السري، عن ملازم قال: حدثني عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي فذكر مثله.
وإسناده صحيح، ملازم هو: ابن عمرو بن عبد الله بن بدر اليمامي الحنفي، لقبه لزيم وثقه أبو حاتم وابن معين وقال أحمد: من الثقات. والحديث أخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١١٢٣، ١٦٠٢) حديث مسدَّد، عن ملازم بن عمرو به مثله.
وللحديث إسناد آخر والذي ذكرته أجوده، منه ما ذكره الإمام أحمد (١٦٢٩٣) عن موسي بن داود، حدثنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي فذكر نحوه مختصرًا، ومحمد ابن جابر هو: ابن سيار الحنفي اليمامي قال أبو زرعة: ساقط الحديث. وقال البخاري: ليس بالقوي يتكلمون فيه. وقال أبو داود: ليس بشيء وتكلم فيه العجلي وابن حبان وأحمد وغيرهم.
وفي الإسناد أيضًا عبد الله بن بدر الحنفي، لم يسمع من طلق بن علي، بينهما ابنه قيس بن طلق كما مضى.
وقوله: بيعة -بكسر الباء- معبد النصارى أو اليهود.
وتَلْعَة: بفتح التاء وسكون اللام - مسيل الماء من أعلى الوادي، وأيضًا يقال ما انحدر من الأرض.
[٢٤ - باب نبش القبور وبناء المساجد عليها]
• عن أنس قال: قَدِمَ النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فنزل أعلى المدينة في حيّ يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا مُتَقلِّدي السيوف، كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحِلتِه وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حَولَه، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان يُحِبُّ أن يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملإ من بني النجار فقال: يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا والله! لا نطلُبُ ثَمنَه إلا إلى الله، فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم: قبور المشركين، وفيه خربٌ، وفيه نخل، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقُبورِ المشركين فنُبِشَتْ، ثم بالخرب فسُوِّيتْ، وبالنخل فقُطِعَ، فصَفُّوا النخلَ قِبلَة المسجد، وجَعلُوا عِضَادَتَيهِ الحِجارَةَ، وجعلوا ينقُلونَ الصخرَ