يعني عند رؤية ملك الموت لا تقبل الأعمال الصالحة، وقد جاء في الحديث.
• عن بسر بن جحاش القرشي قال: بزق النبي - صلى الله عليه وسلم - في كفه، ثم وضع أصبعه السبابة وقال:"يقول الله عز وجل: أنى تعجزني، ابن آدم! وقد خلقتك من مثل هذه، فإذا بلغت نفسك هذه - وأشار إلى حلقه - قلتَ: أتصدق، وأنى أوان الصدقة؟ ".
صحيح: رواه ابن ماجه (٢٧٠٧) وأحمد (١٧٨٤٢) والحاكم (٢/ ٥٠٢) كلهم من طرق عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير، عن بسر بن حجاش القرشي قال: فذكره.
وإسناده صحيح، وعبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي الحمصي وثَّقه ابن حبان والعجلي، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وصحّحه ابن حجر في الإصابة (٦٤٤).
وزاد الحاكم: وتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (٣٧) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ} [المعارج: ٣٦ - ٣٩] وقال: "صحيح الإسناد".
• * *
[٦٤ - تفسير سورة التغابن وهي مدنية، وعدد آياتها ١٨]
جملة القول فيه: أن اللهَ خلقَ الكافرَ، وكُفْرُ الكافرِ من إرادته واختياره وقدرته عليه، وخلقَ اللهُ المؤمنَ، وإيمانُ المؤمنِ من إرادته واختياره وقدرته عليه، فلكل واحدٍ من الفريقين إرادة وقدرة واختيار، وكل ذلك يكون بتقدير الله عز وجل ومشيئته، فالمؤمن بعد خلق الله إياه يختار الإيمان والطاعة، والله تعالى قد علم ذلك منه فقدره عليه، والكافر بعد خلق الله تعالى إياه يختار الكفر، والله تعالى قد علم ذلك منه فقدره عليه، وإرادة العبد واختياره لا تخرج عن إرادة الله الكونية، وهذا هو مسلك أهل السنة والجماعة، ومن سلكه أصاب الحق، وسلِمَ من الجبر والقدر. والله الموفق.