وإسحاق بن إبراهيم هو ابن العلاء الحمصي ضعيف، ولكنه توبع في الإسناد الأول.
وزاد الطبرانيّ والبيهقي في آخر الحديث: "وزكّي عبد نفسه". فقال رجل: ما تزكية المرأ نفسه يا رسول الله؟ قال: "يعلم أنّ الله معه حيث ما كان".
وقوله: "يعلم أن الله معه". كقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [سورة الحديد: ٤]. والمراد بالمعية في هذه الآية وغيرها علمه سبحانه بعباده، وإحاطته بهم، واطلاعه عليهم وأنه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، لا أنه سبحانه مختلط بهم، ولا أنه معهم في الأرض.
سئل محمد بن يحيى، عن حديث عبد الله بن معاوية عن قوله: "ليعلم العبد أنّ الله معه حيث كان" قال: ويريد أنّ الله علمه محيط بكل مكان، والله على العرش". ذكره الذهبيّ في "العلو" (٤٦٢).
وفي الباب ما جاء عن عائشة أنها قالت: "مُرَّ على عُمَرَ بن الخطَّاب بغنمٍ من الصَّدقة فرأى فيها شاة حافلا ذات ضرعٍ عظيم. فقال: ما هذه الشَّاة؟ فقالوا: شاة من الصدقة. فقال عمر: ما أعطى هذه أهلها وهم طائعون! لا تفتنوا الناس، لا تأخذوا حزرات المسلمين نكبوا عن الطَّعَامِ". رواه مالك في الزكاة (٢٨).
٦ - باب ما جاء في رضا المصدِّق
• عن جرير بن عبد الله، قال: جاء ناسٌ من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنّ ناسًا من المصدّقين يأتوننا فيظلموننا. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرضوا مصدِّقيكم".
وفي رواية: "إذا أتاكم المصدِّق فليصدر عنكم وهو عنكم راضٍ".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (٩٨٩) من طرق، عن محمد بن أبي إسماعيل، ثنا عبد الرحمن ابن هلال العبْسيّ، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
والرواية الثانية: رواها في آخر كتاب الزكاة من طرق، عن إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا داود، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، فذكره.
قال جرير: "ما صدر عنّي مصدِّق منذ سمعتُ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلّا وهو عنّي راضٍ".
وأمّا ما روي عنه مرفوعًا: "إذا أتاكم المصدِّق فلا تكتموه شيئًا، فإن عدل عليكم فهو خير له، وإن جار عليكم فهو خير لكم وشرّ عليها. فالصّحيح وقفه. برويه الشيباني، واختلفوا عليه: فرواه أبو معاوية الضّرير، عن الشيبانيّ، عن الشّعبيّ، عن جرير، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قاله مهدي بن حفص عنه.
وعن غيره لا يرفعه، والموقوف أصح، قاله الدّارقطنيّ في "العلل" (١٣/ ٤٤٤).
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاءكم المصدِّق فلا يصدر إلّا وهو راضٍ".
ـ