من طريق أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، فذكره.
وإسناده صحيح، وصحّحه ابن خزيمة (١٧٦٧) وابن حبان (٢٧٨٨١) والحاكم (١/ ٢٨١ - ٢٨٢) كلهم من طريق أبي الأشعث الصنعاني.
والرواية الثانية رواها أبو داود (٣٤٦) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن عُبادة بن نُسي، عن أوس الثقفي، فذكره.
وإسناده صحيح، رجاله ثقات، وإن قال الحافظ ابن حجر في سعيد بن أبي هلالٍ إنَّه "صدوق". إلَّا أنَّه ثقة على الأرجح؛ فقد وثَّقه جماهير الأئمَّة، وأخرج له الشيخان في صحيحيهما، وبقية أصحاب السنن.
قال الحاكم -بعد ما ساق أسانيد هذا الحديث-: "قد صحَّ هذا الحديث بهذه الأسانيد على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، وأظُنَّه لحديثٍ واهٍ، لا يُعلَّ مثل هذه الأسانيد بمثله. ثمَّ ذكر ما رُوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من غسَّل واغتسلَ، ودنا وابتكر، واستمع، كان له بكلِّ خطوةٍ يخطوها قيام سنةٍ وصيامها". وهو حديث ضعيفٌ, في إسناده عثمان الشامي، لم يروِ عنه إلَّا ثور بن يزيد، ولم يقل فيه توثيقٌ لأحدٍ.
رواه أحمد (٦٩٥٤)، عن روح، ثنا ثور بن يزيد، عن عثمان الشامي، أنَّه سمع أبا الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
قال الحاكم: "عثمان الشامي مجهول".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٢٢٧): "الوهم في إسناد هذا الحديث ومتنه من عثمان الشامي هذا، والصحيح رواية الجماعة: عن الأشعث، عن أوس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. والله أعلم".
[٨ - باب ما روي في فضل أعمال البر يوم الجمعة]
رُوي عن أبي سعيد الخدري، أَنَّه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خمسٌ من عمِلهنَّ في يوم كتبه الله من أهل الجنّة: من صام يوم الجمعة، وراح إلى الجمعة، وعاد مريضًا، وشهد جنازةٌ، وأعتق رقبةً".
رواه أبو يعلى (١٠٤٤) ثنا أحمد بن عيسى، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني حيوة بن شُريح، عن بَشير الخَولاني، أنَّ الوليد بن قيس حدَّثَه، أنَّ أبا سعيد الخدري حدَّثه، فذكر الحديثَ.
رجاله ثقات غير الوليد بن قيس، وهو التجيبي المصري، لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، ولذا قال الحافظ: "مقبول"؛ أي: عند المتابعة، ولم نجد له متابعًا، كما أن في متنه نكارة، وهي ذكر الصوم يوم الجمعة، والله أعلم.
وأمَّا ما رُوي عن أبي أُمامة، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من صلَّى الجمعة، وصام يومه، وعاد مريضًا،