فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار حتى جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليها فسكتت.
• عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحنّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه.
صحيح: رواه البخاري في علامات النبوة (٣٥٨٣) عن محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، حدثنا أبو حفص -واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء- قال: سمعت نافعا، عن ابن عمر، فذكره.
• عن أبي حازم قال: أتوا سهل بن سعد فقالوا: من أي شيء منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما بقي أحد من الناس أعلم به مني، قال: هو من أثل الغابة، وعمله فلان -مولى فلانة- لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستند إلى جذع في المسجد يصلي إليه إذا خطب، فلما اتخذ المنبر فقعد عليه حنّ الجذع، قال: فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوطده وليس في حديث أبي حازم: فوطده - حتى سكن.
صحيح: رواه ابن أبي شيبة (٣٢٤٠٦) عن ابن عيينة، عن أبي حازم قال: فذكره. ورواه مسلم في المساجد (٥٤٤: ٤٥) عن أبي بكر بن أبي شيبة به إلا أنه لم يسق لفظه، وأحال إلى حديث عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه.
وهو مذكور في كتاب الجمعة إلا أنه ليس فيه ذكر "حنين الجذع" موضع الشاهد.
[١٢ - باب نزول المطر بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -]
• عن أنس قال: أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينا هو يخطب يوم جمعة، إذ قام رجل فقال: يا رسول الله، هلكت الكراع، وهلكت الشاء، فادع الله يسقينا فمد يديه، ودعا.
قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح أنشأت سحابًا، ثم اجتمع، ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء، حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، فادع الله يحبسه، فتبسم ثم قال:"حوالينا ولا علينا" فنظرت إلى السحاب تصدّع حول المدينة كأنه إكليل.
متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٥٨٢) ومسلم في صلاة الاستسقاء (٨٩٧) كلاهما من حديث ثابت البناني، عن أنس، فذكره.