شيء من سحورها فتقول لبلال: أمهل حتَّى أفرغ من سَحوري.
صحيح: رواه النسائيّ (٦٤٠) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن هُشيم، قال: أخبرنا منصور - يعني ابن زاذان، عن خُبَيب بن عبد الرحمن، عن عمته أُنَيسة بنت خُبَيب فذكرت الحديث.
ورواه أحمد (٢٧٤٤٠) عن هشيم به وذكر قول أُنَيسة، ورجاله ثقات وإسناده صحيح، وصحَّحه أيضًا ابن خزيمة فرواه (٤٠٤) عن أبي هاشم زياد بن أيوب، عن هُشيم به مثله، إِلَّا أنه علَّله قائلًا: وهذا خبر قد اختلف فيه عن خبيب بن عبد الرحمن، رواه شعبة عنه، عن عمته أُنَيسة فقال: إن ابن أم مكتوم، أو بلال ينادي بليل ... ثم روى من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن خُبَيب به مثله، وكذا رواه أيضًا أحمد (٢٧٤٧٩) عن عفّان، عن شعبة به.
ثم قال ابن خزيمَة: فخبر أُنَيسة قد اختلفوا فيه في هذه اللفظة، ولكن قد روى الدراوردي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مثل معني خبر منصور بن زاذان في هذه اللفظة. انتهى.
قلت: خبر أُنَيسة صحيح، وشك شعبة كونه ابن أم مكتوم أو بلال لا يُزيل اليقين في حديث منصور بن زاذان فإنه ثقة ثبت، ويشهد له حديث عائشة السابق ويقال فيه ما يقال في حديث عائشة.
[٩ - باب الأذان في السفر]
• عن مالك بن الحويرث قال: أتيتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - في نفر من قوميّ، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيمًا رفيقًا، فلمّا رأى شوقنا إلى أهالينا قال: "ارجعوا فكونوا فيهم وعَلِّموهم وصلوا، فإذا حضرتِ الصّلاةُ فليُؤذِّنْ لكم أحدكم، وليؤمَّكم أكبركم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٦٢٨)، ومسلم في المساجد (١٧٤) كلاهما من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث فذكر الحديث واللّفظ للبخاريّ، وفي لفظ آخر قال: "وصَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي، فإذا حضرت الصّلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم" البخاريّ (٦٣١).
ورويا من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث قال: أتى رجلان النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يريدان السفر فقال النَّبِيّ: إذا أنتما خرجتما فأذِّنا، ثم أقيما، ثم ليؤمكما أكبركما" كذا في صحيح البخاريّ.
وفي صحيح مسلم: أتيت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنا وصاحب ليّ، فلمّا أردنا الإقفال من عنده قال لنا: فذكر الحديث نحوه.
وبقية الأحاديث انظرها في باب استحباب الأذان لمن يصلي وحده.
[١٠ - باب الأذان للفائتة والإقامة لها]
• عن أبي قتادة قال: سِرنا مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فقال بعض القوم: لو عرَّست بنا يا رسول الله! قال: أخاف أن تناموا عن الصّلاة، قال بلال: أنا أوقظكم،