وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرَّح.
وأمّا أبان بن صالح وهو القرشي مولاهم فقد وثّقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وقال النسائيّ: ليس به بأس فلا يلتفت إلى من ضعَّفه.
ولذا قال ابن حجر في التقريب: وثّقه الأئمة ووهِمَ ابن حزم فجهّله، وابن عبد البر فضعّفه.
وبه علّق البخاريّ في كتاب الجنائز عقب حديث ابن عباس (١٣٤٩) فقال: "وقال أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، سمعت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فذكرت مثله.
كما اختلف في صحبة صفية بنت شيبة، والراجح والصحيح أن لها صحبة فإنها هي التي وصفت دخول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مكة وطوافه وقصة مفتاح الكعبة كما سبق ذكرها في فتح مكة.
ولذا قال المزي في تحفته (١١/ ٣٤٣): "هذا الحديث يُضعّف قولَ من أنكر أن تكون لها رؤية، فإنه إسناد حسن. والله أعلم".
وبمعناه رُوي عن عبد الله بن عباد الزرقي أنه كان يصيد العصافير في بئر إهاب، وكانت لهم، قال: فرآني عبادة بن الصَّامت وقد أخذت العصفور، فينزعه مني فيرسله، ويقول: أي بني، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة.
رواه أحمد (٢٢٧٠٨) عن عليّ بن عبد الله بن جعفر، حَدَّثَنِي أنس بن عياض أبو ضمرة، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن حرملة، عن يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز أن عبد الله بن عباد الزرقي أخبره فذكره.
وعبد الله بن عباد الزرقي لم يرو عنه غير يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز ولم أجد فيه توثيق أحد فهو مجهول كما قال ابن حجر في التعجيل (٥٥٦) ويعلى بن عبد الرحمن لم يرو عنه إِلَّا عبد الرحمن بن حرملة ولم يوثّقه غير ابن حبَّان.
[٣ - باب تشبيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة مكة]
• عن أبي بكرة، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعةٌ حرمٌ، ثلاثة متواليات ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" ثمّ قال: "أي شهر هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فسكت حتَّى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس ذا الحجة؟ " قلنا: بلى. قال: "أي بلد هذا؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فسكت حتَّى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس البلدة؟ " قلنا: بلى قال: "فأي يومٍ هذا؟ "قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فسكت حتَّى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس يوم النحر؟ "قلنا: بلى يا رسول الله. قال: "فإن دماءكم وأموالكم - قال
محمد وأحسبه قال - وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في