الصّحيح".
قلت: لأنّ المترجمين ترجموها باسم "جهذمة" لا باسم "ليلى".
وفي الباب ما روي عن جابر بن عبد الله، قال: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يواصل من النحر إلى السَّحر.
رواه الطبراني في "الأوسط" (٣٧٦٨) عن علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، قال: حدّثنا شريك بن عبد الله، عن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، فذكره. وفيه شريك بن عبد الله هو النخعي كثير الخطأ.
وكذلك لا يصح عن جابر مرفوعا: "لا وصال في الصيام" رواه أبو داود الطيالسي (١٨٧٣) عن خارجة بن مصعب، عن حرام بن عثمان، عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
وفيه خارجة بن مصعب وشيخه حرام بن عثمان ضعيفان جدا.
ورواه أيضًا (١٨٧٤) عن اليمان أبي حذيفة، عن أبي عبس، عن جابر مثله، واليمان أبو حذيفة ضعف بالاتفاق، وأبو عبس لا يعرف.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواصل إلى السَّحر".
رواه أحمد (٧٠٠)، والطبراني في الكبير (١/ ٦٨)، وابن أبي شيبة (٣/ ٨٢ - ٨٣)، وعبد بن حميد (٨٥) كلّهم من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
ومحمد بن علي هو ابن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، وكنيته أبو القاسم، ويقال أيضًا: أبو عبد الرحمن كما في "منتخب عبد بن حميد".
وإسناده ضعيف من أجل عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي ضعفه جمهور أهل العلم.
وأما الهيثمي، فقال في "المجمع" (٣/ ١٥٨): "رجاله رجال الصحيح"، وهذا وهم منه، فإن الثعلبي من رجال السنن فقط.
وقد استدل بمجموع هذه الأحاديث على أنّ الوصال من خصائص النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ممنوع لغيره،
للعلّة التي بيّنها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهي أن الله تبارك وتعالى يطعمه ويسقيه حقيقة، وهذا من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - التي لا يشاركه فيها أحد. ولأهل العلم تفاسير أخرى غير أن ما ذكرته هو أقربها إلى الصواب.
٧ - باب النهي عن صيام يوم الجمعة منفردًا
• عن محمد بن عباد بن جعفر، قال: سألت جابر بن عبد الله -وهو يطوف بالبيت-: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيام يوم الجمعة؟ فقال: نعم وربِّ هذا البيت.
متفق عليه: رواه مسلم في الصيام (١١٤٣) عن عمرو الناقد، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الحميد بن جبير، عن محمد بن عباد بن جعفر، فذكره.