• عن رجل من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحجامة والمواصلة. ولم يحرمهما إبقاءً على أصحابه، فقيل له: يا رسول الله! إنّك تواصل إلى السَّحر. فقال: "إنّي أواصل إلى السَّحر، وربّي يطعمني ويسقيني".
صحيح: رواه أبو داود (٢٣٧٤) عن الإمام أحمد -وهو في مسنده (١٨٨٢٢) -، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثني رجل من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكره.
ورواه أيضًا (١٨٨٢٣، ١٨٨٣٦) عن عبد الرزاق -وهو في مصنفه (٧٥٣٥) - عن سفيان، بإسناده، مثله.
وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر لأن الصحابة كلّهم عدول.
وقوله: "إبقاء" معناه رحمة. وهذه علة النهي، أي لم يكن النهي للحرمة، بل للرحمة.
وقوله: "إلى السّحر" بفتحتين - هذا بالنظر إلى بعض الأوقات وإلا فقد جاء ما يدل على أنه كان يواصل أكثر من ذلك.
• عن ليلى امرأة بشير، قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة، فمنعني بشير، وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهي عنه. وقال: "يفعل ذلك النصارى -وقال عفان: يفعل ذلك النصارى، ولكن صوموا كما أمركم الله: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} فإذا كان الليل فأفطروا".
صحيح: رواه الإمام أحمد (٢١٩٥٥)، وأبو داود الطيالسي (١٢٢١)، والطبراني في الكبير (٢/ ٣١)، وعبد بن حميد (٤٢٩) كلّهم من حديث عبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي، عن أبيه، عن ليلى امرأة بشير، فذكرته.
وإسناده صحيح، عبيد الله وأبوه ثقتان، وإن قال الحافظ في عبيد الله: "صدوق" فقد وثقه النسائي والعجلي وأبو نعيم وغيرهم.
وليلى امرأة بشير كانت من بني شيان، وروت عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حديثين أو ثلاثة قاله أبو عمر، وذكره ابن حبان في الصحابة، فقال: يقال: لها صحية. ثم ذكرها في ثقات التابعين.
وكان اسمها "جهذمة" فغيرها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ليلي.
أخرج الترمذيّ في الشمائل (٤٦) عن إياد بن لقيط، عن الجهدمة امرأة بشير بن الخصاصية قالت: أنا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج من بيته ينفض رأسه".
كل هذا ذكره ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة "جهذمة".
وأمّا الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٥٨) فلم يجد من ذكر ليلى وقال: "وبقية رجاله رجال