"الدلائل" (٧/ ١٩٢) كلّهم من حديث حميد الطّويل، عن أنس، فذكره.
وقد صرَّح حميد بالسَّماع عن أنس في بعض المصادر.
ولكن رواه الترمذيّ (٣٦٣)، والبيهقي في "الدلائل" (٧/ ١٩٢) وغيرهما عن حميد الطّويل، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح. قال: وهكذا رواه يحيى بن أيوب، عن حميد، عن ثابت، عن أنس. وقد رواه غير واحد عن حميد، عن أنس. ولم يذكروا فيه: عن ثابت، ومن ذكر فيه عن ثابت فهو أصح" انتهى.
قلت: بلى كلاهما صحيح؛ لأنَّه ثبت سماع حميد عن أنس، كما ثبت سماعه عن ثابت عن أنس؛ فلعله سمع منهما جميعًا.
وقوله: "متوشِّحًا به" أي ملتحفًا بثوبه. والتوشح أن يأخذ طرف الثوب الذي ألقاه على منكبه الأيمن من تحت يده اليُسرى، ويأخذ طرفه الذي ألقاه على الأيسر من تحت يده اليُمنى ثمّ يعقدهما على صدره.
٢ - باب من السنة أن يُصلِّي في إزار ورداء
• عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلِّي في لِحاف لا يتوشَّح به، والآخر أن تُصلي في سراويل وليس عليك رداء".
حسن: رواه أبو داود (٦٣٦) قال: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الذهليّ، حَدَّثَنَا سعيد بن محمد، حَدَّثَنَا أبو تُميلة، حَدَّثَنَا أبو المُنيب عبيد الله العتكيّ، عن عبد الله بن بريدة به فذكر مثله.
وإسناده حسن من أجل أبي المنيب عبد الله العتكي.
وقد صحَّحه الحاكم (١/ ٢٥٠) فرواه من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح به مثله. وقال: "صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه، واحتجا بأبي تُميلة، وأمّا أبو المنيب المروزي فإنه عبيد الله بن العتكي من ثقات المراوِزة، وممن يجمع حديثه في الخراسانيين".
قلت: ليس كما قال؛ فإنَّ أبا المنيب عبد الله بن عبد الله العَتَكي المروزيّ ليس من رجال الشّيخين، وإنما أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجة.
تكلم فيه البخاريّ وأدخله في "الضّعفاء" فقال أبو حاتم: "هو صالح يحول من كتاب الضعفاء" وثَّقه النسائيّ وقال أبو داود: لا بأس به.
وهذا الحديث ضعَّفه ابن عبد البر في "التمهيد" (٦/ ٣٧٤) لضعف فيه أعتقد يقصد به "أبو المنيب" ولمعارضته للأحاديث السابقة ثمّ قال: "ولو صحَّ كان معناه الندب لمن قدر".
قلت: أما تضعيف أبي المنيب فيرده ما ذكرته، وأمّا معارضته للأحاديث الصحيحة فليس