أي لو استجاب الله دعاءهم بالشر كما يستجيب دعاءهم بالخير لأهلكهم، وهذا كقوله:{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا}[سورة الإسراء: ١١]، لذا جاء النهي أن يدعوا الإنسان على نفسه وأهله وماله.
• عن جابر قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة، والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه، فركبه، ثم بعثه، فتلدّن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ، لعنك الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا اللاعن بعيره؟ " قال: أنا يا رسول الله. قال:"انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم".
صحيح: رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٩) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث. ثم قال:"ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده ... فذكر الحديث.
هو كقوله تعالى:{وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}[سورة فصلت: ٥١].
واستثنى الله من هؤلاء كما قال تعالى:{إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[سورة هود: ١١]، فالمؤمن يشكر في السراء ويصبر في الضراء كما جاء في الصحيح:
• عن صهيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء