للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} أي: إن هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله، واتقاه حق تقواه، وعبده حق عبادته.

• * *

[٩٩ - تفسير سورة الزلزال وهي مكية، وعدد آياتها ٨]

• عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقرئني: يا رسول الله! قال له: "اقرأ ثلاثا من ذات {الر} " فقال الرجل: كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني، قال: "فاقرأ من ذات {حمّ} " فقال مثل مقالته الأولى، فقال: "اقرأ ثلاثا من الْمُسَبِّحات " فقال مثل مقالته، فقال الرجل: ولكن أقرئنى يا رسول الله! سورة جامعة، فأقرأه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} حتى إذا فرغ منها قال الرجل: والذي بعثك بالحق! لا أزيد عليها أبدا، ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلح الرويجل، أفلح الرويجل" ثم قال: "عليَّ به" فجاءه، فقال له: "أمرت بيوم الأضحى، جعله الله عيدا لهذه الأمة" فقال الرجل: أرأيت إن لم أجد إلا منيحة ابني، أفأضحِّي بها؟ قال: "لا ولكن تأخذ من شعرك، وتقلم أظفارك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله".

حسن: رواه أحمد (٦٥٧٥) والسياق له، وأبو داود (١٣٩٩، ٢٧٨٩) والنسائي (٤٣٦٥) وصحَّحه ابن حبان (٥٩١٤) والحاكم (٢/ ٥٣٢) كلهم من طريق عياش بن عباس القتباني، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

وإسناده حسن من أجل عيسى بن هلال، فقد روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات، والفسوي في ثقات التابعين من أهل مصر.

وقوله: "من ذات"، أي: من السور التي تبدأ بهذه الأحرف الثلاثة التي تقرأ مقطعة: ألف، لام، را. والذي في القرآن منها خمس سور: يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر.

وقوله: "من ذات حم"، أي: من السور التي تبدأ بهذين الحرفين: حا، ميم. وهي في القرآن سبع سور: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف.

وقوله: "من المسبحات"، أي: السور التي أولها سبَّح، ويُسَبِّح، وسَبِّحْ، وهي: الحديد،

<<  <  ج: ص:  >  >>