وقول الذهبي: لم يخرجا لعبيد وهو ثقة، وهو كما قال، ولكن رواه البخاري عنه في الأدب المفرد، والحاكم لا يفرق بين صحيح البخاري وكتبه الأخرى كالأدب المفرد، وخلق أفعال العباد، والمعلقات، وجزء القراءة ورفع اليدين وغيرها.
وأما مسلم فلم يخرج عن عبيد وبالله التوفيق.
[٢٧ - خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - لمتابعة العدو حتى لا يقصدوا المدينة]
• عن عائشة قالت لعروة بن الزبير: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: ١٧٢] يا ابن أختي كان أبوك منهم: الزبير وأبو بكر. لما أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب يوم أحد، وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا قال: "من يذهب في أثرهم؟ " فانتدب منهم سبعون رجلا قال: كان فيهم أبو بكر والزبير.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٧٧) عن محمد (وهو ابن سلام) ثنا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
قال الحافظ ابن حجر: وقد سمي منهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمار بن ياسر وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة وحذيفة وابن مسعود، أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس. الفتح (٧/ ٣٧٤)
وذكر محمد بن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (٢/ ١٠١ - ١٠٢) فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي من المدينة على ثمانية أميال.
قال: وأقام بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة.
لأن أبا سفيان والمشركين الذين معه فكروا في العودة إلى المدينة لاستقبال بقية المسلمين فمر بهم معبد بن أبي معبد الخزاعي وأخبرهم أن محمدًا قد خرج مع أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا.
ونصحهم بالعودة إلى مكة ففعلوا.
[٢٨ - من قتل من المشركين في العودة إلى المدينة]
وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل رجوعه إلى المدينة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.
وأبا عزة الجمحي وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسره ببدر، ثم منّ عليه، فقال: يا رسول الله! أقلني فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله! لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول: خدعت محمدًا مرتين، اضرب عنقه يا زبير" فضرب عنقه.
قال ابن هشام: ويقال: إن زيد بن حارثة وعمار بن ياسر قتلا معاوية بن المغيرة بعد حمراء الأسد.