غير الشّرك لا يكفرون بذلك، بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان، إن تابوا سقطت عقوبتهم، وإن ماتوا مصرّين على الكبائر كانوا في المشيئة، فإن شاء اللَّه تعالى عفا عنهم، وأدخلهم الجنة أولًا، وإن شاء عذّبهم، ثم أدخلهم الجنة، وكلّ هذه الأدلة تضطرنا إلى تأويل هذا الحديث وشبهه". انتهى.
٦ - باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطّاعات
• عن أبي سعيد الخدريّ قال: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أضحى أو في فطر إلى المصلّى، فمرّ على النساء فقال: "يا معشر النّساء تصدّقن، فإنّي أريتكن أكثر أهل النّار" فقلن: وبمَ يا رسول اللَّه؟ قال: "تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير، ما رأيتُ من ناقصات عقلٍ ودين أذهب للبِّ الرّجل الحازم من إحداكن". قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول اللَّه؟ قال: "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل" قلن: بلى. قال: "فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضتْ لم تصل ولم تصم؟ " قلن: بلي، قال: "فذلك من نقصان دينها".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحيض (٣٠٤) عن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد -وهو ابن أسلم- عن عياض بن عبد اللَّه، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث.
ورواه مسلم في الإيمان (٨٠) من أوجه عن ابن أبي مريم، نا محمد بن جعفر بإسناده غير أنه لم يسق لفظ الحديث وإنّما أحال على معنى حديث ابن عمر الآتي.
• عن عبد اللَّه بن عمر، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "يا معشر النّساء تصدّقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتُكنّ أكثر أهل النار" فقالت امرأة منهن جزلة: "وما لنا يا رسول اللَّه أكثر أهل النار؟ قال:"تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير، وما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أغلب الذي لبّ منكنّ" قالت: يا رسول اللَّه، وما نقصان العقل والدِّين؟ قال:"أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدِّين".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٧٩) عن محمد بن رمح، أخبرنا اللّيث، عن ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكر الحديث.
وقوله:"امرأة منهن جزلة": جزلة -بفتح الجيم وسكون الزاي- أي ذات عقل ورأي.
• عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، بمثل حديث ابن عمر.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٨٠) عن يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر)، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المقبريّ، عن أبي هريرة ولم يسق لفظ