وقال البيهقيّ: وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر ثمّ اجتمع عليه سبعون رجلًا فكان جهدهم أن أعادوا الباب.
٦ - باب ما جاء أن عليّ بن أبي طالب قتل مرحب اليهودي
• عن سلمة بن الأكوع قال: فذكر حديثًا طويلًا وفيه: فوالله! ما لبثنا إِلَّا ثلاث ليال حتَّى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم:
تالله! لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا.
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا.
وأنزلن سكينة علينا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا؟ " قال: أنا عامر. قال:"غفر لك ربك" قال: وما استغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسان يخصه إِلَّا استشهد. قال: فنادى عمر بن الخطّاب، وهو على جمل له: يا نبي الله! لولا ما متعتنا بعامر. قال: فلمّا قدّمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب.
إذا الحروب أقبلت تلهب.
قال: وبرز له عمي عامر، فقال:
قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر
قال: فاختلفا ضربتين. فوقع سيف مرحب في ترس عامر. وذهب عامر يسفل له.
فرجع سيفه على نفسه. فقطع أكحله. فكانت فيها نفسه. قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يقولون: بطل عمل عامر. قتل نفسه. قال: فأتيت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي. فقلت: يا رسول الله! بطل عمل عامر؟ . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال ذلك؟ " قال: قلت: ناس من أصحابك. قال:"كذب من قال ذلك. بل له أجره مرتين". ثمّ أرسلني إلى علي، وهو أرمد. فقال:"لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله" قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده، وهو أرمد. حتَّى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فبسق في عينيه فبرأ. وأعطاه الراية. وخرج مرحب فقال: