فهي مقبولة.
قال الخطّابيّ رحمه اللَّه تعالى: "معنى قوله: "الحياء شعبة من الإيمان" أي الحياء يحجز صاحبه عن المعاصي، فصار من الإيمان، إذ الإيمان ينقسم إلى ائتمار لما أمر اللَّه به، وانتهاء عما نهى عنه". انتهى.
[٤ - باب ما جاء في كمال الإيمان]
• عن أبي أمامة، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أحب للَّه، وأبغض للَّه، وأعطى للَّه، ومنع للَّه فقد استكمل الإيمان".
حسن: رواه أبو داود (٤٦٨١) عن مؤمل بن الفضل، حدثنا محمد بن شُعيب بن شابور، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الكلام في القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة غير أنه حسن الحديث.
وأبو أمامة هو صُديّ بن عجلان الباهلي.
• عن معاذ بن أنس الجهني قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من أعطى للَّه، ومنع للَّه، وأحب للَّه، وأبغض للَّه، وأنكح للَّه، فقد استكمل إيمانُه".
حسن: رواه الترمذي (٢٥٢١) عن عباس الدُوري، حدثنا عبد اللَّه بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، فذكر الحديث.
أخرجه أيضًا الإمام أحمد (١٥٦٣٨) والحاكم (٢/ ١٦٤) -وعنه البيهقي في شعب الإيمان (١٥) - كلاهما من طريق عبد اللَّه بن يزيد المقرئ بهذا الإسناد.
قال الترمذي حسن، قلت: وهو كما قال. فإن عبد الرحيم بن ميمون أبا مرحوم "صدوق زاهد" كما في "التقريب"، وأما قول الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" فالصحيح أنه ليس على شرط أحدهما فإن عبد الرحيم بن ميمون وسهل بن معاذ لم يخرج لهما الشيخان.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم خُلُقًا".
حسن: رواه الترمذي (١١٦٢) وأبو داود (٤٦٨٢) وابن حبان في صحيحه (٤٧٩، ٤١٧٦) كلهم من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث. واللفظ للترمذي. واقتصر أبو داود على الشطر الأول. قال الترمذي: حسن صحيح.
قلت: هو حسن فقط من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.