للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن هذا الطريق رواه أيضًا أحمد (٧٤٠٢) والحاكم (١/ ٣) الشطر الأول فقط، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم.

• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أكملُ الناس إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وإن حُسن الخُلق ليبلغ درجةَ الصومِ والصلاةِ".

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (٣٥) وأبو يعلى (٤١٦٦) كلاهما عن محمد بن المثنى أبو موسي، حدثنا زكريا بن يحيى الطائي، ثنا شُعيب بن الحبحاب، عن أنس فذكر الحديث.

قال البزار: "وهذا لا نعلم رواه هكذا إلا زكريا، وحدثناه وهب بن يحيى بن زمام القيسي".

وقال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٥٨): "رواه البزار ورجاله ثقات".

قلت: وهو كما قال إلا أن زكريا بن يحيى مختلف فيه فوثَّقه ابن سعد، وابن حبان، وتكلم فيه الدارقطني، غير أنه حسن الحديث، وقد فات الهيثمي عزو الحديث إلى أبي يعلى.

وفي الباب عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنَهم خُلُقًا وألْطَفَهم بأهله".

رواه الترمذي (٢٦١٢) عن أحمد بن مُنيع البغدادي، حدثنا إسماعيل ابن علية، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عائشة فذكرت الحديث.

قال الترمذي: "هذا حديث حسن، ولا نعرف لأبي قِلابة سماعًا من عائشة، وقد روى أبو قِلابة، عن عبد اللَّه بن يزيد -رضيعٍ لعائشة- عن عائشة غير هذا الحديث. وأبو قلابة اسمه عبد اللَّه بن يزيد الجرمي" انتهى.

قلت: لعل الترمذي حسَّنه لشواهده، وإلا ففيه انقطاع، ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٢٤٢٠٤) والحاكم (١/ ٣٥) وقال: "رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ".

وتعقبه الذهبي فقال: "فيه انقطاع".

وفي الباب أيضًا عن عمرو بن عبسة في حديث طويل فيه بعض الزيادة المنكرة. رواه أحمد (١٩٤٣٥) عن ابن نُمير، حدثنا حجاج - يعني ابن دينار، عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة فذكر الحديث واختصره ابن ماجة (٢٧٩٤) من وجه آخر عن حجاج ابن دينار بإسناده وفيه محمد بن ذكوان وهو البصري الأزدي، الجهضمي مولاهم.

والجهضمي ضعيف، وبه أعله البوصيري في زوائد ابن ماجة، وشيخه شهر بن حوشب مختلف فيه كما أنه لم يسمع من عمرو بن عبسة، قاله أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما انظر "جامع التحصيل" للعلائي.

وفي الباب أيضًا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقًا، الموطؤون أكنافًا الذين يألفون، ويؤلفون. ولا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف".

<<  <  ج: ص:  >  >>