ففيه:"لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد" وهذا نكرة في سياق النفي من صيغ العموم، يدخل فيه الخضر وغيره.
• عن جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يموت بشهر:"تسألوني عن الساعة؟ وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة".
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥٣٨ - ٢١٨) من طريقين عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول .. فذكره.
ورواه من طريقين آخرين عن سليمان بن طرخان: حدثنا عبد الرحمن بن آدم صاحب السقاية، وأبو نضرة كلاهما عن جابر بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ذلك قبل موته بشهر، أو نحو ذلك:"ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة، وهي حية يومئذ".
• عن أبي سعيد الخدري قال: لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك سألوه عن الساعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم".
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥٣٩ - ٢١٩) من طرق عن أبي خالد سليمان بن حيان، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد .. فذكره.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حياة خضر فقال: لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجاهد بين يديه، ويتعلم منه، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر:"اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض"، وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، فأين كان الخضر يومئذ؟ انظر: مجموع الفتاوي (٤/ ٣٣٧).
والأحاديث الواردة في حياة الخضر كثيرة أوردها الحافظ ابن حجر في مؤلفه الخاص بأخبار الخضر المسمى:"الزهر النضر في حال الخضر" وبيّن ضعفها، كما تناول بعضها ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٣٠٨ - ٣٢٢) وابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ١٨٠) وغيرهم وبيّنوا ضعفها، وأنها لم تصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.