ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفضل! لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا: فتح الله خيبر على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به. قالت: أظنك والله صادقًا، قال: فإني صادق، والأمر على ما أخبرتك.
فذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل! قال لهم: لم يصبني إلا خير بحمد الله أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله، واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله، وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب.
قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس، فأخبرهم الخبر، فسُرَّ المسلمون، ورُدَّ ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.
صحيح: رواه أحمد (١٢٤٠٩) وأبو يعلى (٣٤٧٩) والطبراني (٣/ ٢٤٧) والبزار - كشف الأستار (١٨١٦) والبيهقي (٩/ ١٥٠) وصحّحه ابن حبان (٤٥٣٠) كلهم من حديث عبد الرزاق وهو في مصنفه (٩٧٧١) عن معمر، قال: سمعت ثابتًا يحدث عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٥٤): "رجاله رجال الصحيح".
[٢٣ - باب ما جاء في مصالحة أهل فدك]
قال محمد بن إسحاق: فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله تعالى بأهل خيبر. فبعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصالحونه على النصف من فدك، قدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطائف، أو بعدما قدم المدينة، فقبل منهم، فكانت فدك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. سيرة ابن هشام (٢/ ٣٥٣) وفدك في شمال خيبر.
ورواه أبو داود (٣٠١٦) والبيهقي (٦/ ٣١٧) كلاهما من حديث يحيى بن آدم، حدثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، وعبد الله بن أبي بكر، وبعض ولد محمد بن مسلمة، قالوا: بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحقن دماءهم ويسيرهم. ففعل. فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب" وهذا مرسل.