للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم -، فوقع في نفسي مما قالوا شدَّة، حتى أنزل الله عز وجل تصديقي في: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}، فدعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم، وقوله: {خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} قال: كانوا رجالا أجمل شيء.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٣) ومسلم في صفات المنافقين (٢٧٧٢) كلاهما من طريق زهير بن معاوية، حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت زيد بن أرقم، فذكره.

وزاد البخاري (٤٩٠١) من وجه آخر عن زيد بن أرقم قال: فأرسل إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأها عليَّ ثم قال: "إن الله قد صدَّقك".

هذه السورة نزلت في غزوة بني المصطلق سنة خمس، والكلام عليه مبسوط في كتاب السيرة.

٢ - باب قوله: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٨)}

زعم عبد الله بن أُبَيّ ابن سلول أنه هو وإخوانه من المنافقين هم الأعزون، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هم الأذلون، وليس الأمر كما زعم هذا المنافق، بل بالعكس، ولهذا رد الله عليه مقالته وقال: أي إنْ كان الأعز يخرج الأذل فإن المؤمنين هم الأعز لأن الرسول فيهم، وأن الله يؤيد أولياءه فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون لجهلهم وعداوتهم للمسلمين.

• عن جابر بن عبد الله قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاريُّ: يا للأنصار. وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرين. فَسَمَّعَها الله رسولَه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما هذا؟ " فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاريُّ: يا للأنصار. وقال المهاجريُّ: يا للمهاجرين. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعوها؛ فإنها منتنة" قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ: أو قد فعلوا والله! لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله! أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه".

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٠٧) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٤: ٦٣) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، قال: حفظناه من عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره، واللفظ للبخاري.

قوله: "كسع" أي ضربه في دبره.

<<  <  ج: ص:  >  >>