حسن: رواه الحاكم (٢/ ٦٠١ - ٦٠٢) - وعنه البيهقي في الدلائل (٢/ ١٠٨ - ١٠٩) - من حديث محمد بن إسحاق، قال: كان هشام بن عروة يحدث عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.
قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي فقال: لا.
أظن نفى صحته من أجل محمد بن إسحاق فإنه لم يصرّح بالتحديث وهو كذلك إلا أنه إمام في السير والمغازي ولذا سكت عليه ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٢٦٧).
وحسّنه الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/ ٥٨٣) وقبله غيره من أهل العلم عنعنته في السير، ثم له متابعة رواه ابن سعد في طبقاته (١/ ١٦٢ - ١٦٣) عن علي بن محمد، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وغيره عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلما كان ليلة ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا: لا نعلمه، قال: أخطأت والله حيث كنت أكره، انظروا يا معشر قريش! وأحصوا ما أقول لكم: ولد الليلة نبي هذه الأمة أحمد الآخِر، فإن أخطأكم فبفلسطين، به شامة بين كتفيه سوداء صفراء، فيها شعرات متواترات، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه، فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم، فقيل لبعضهم: وأسد لعبد الله بن عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمدًا، فالتقوا بعد من يومهم فأتوا اليهودي في منزله فقالوا: أعلمتَ أنه ولد فينا مولود؟ قال: أبعد خبري أم قبله؟ قالوا: قبله واسمه أحمد، قال: فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمه، فأخرجته إليهم، فرأى الشامة في ظهره، فغُشي على اليهودي ثم أفاق، فقالوا: ويلك! ما لك؟ قال: ذَهبتِ النبوةُ من بني إسرائيل وخرج الكتاب من أيديهم، وهذا مكتوب يقتلهم ويبزّ أخبارهم، فازت العرب بالنبوة، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما والله ليسطونّ بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب. وهو متابعة قوية.
وبمعناه ما روي أيضًا عن يهود يثرب: يهودي يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب! يا معشر يهود! حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.
رواه ابن إسحاق قال: حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري قال: حدثني من شئت من رجال قومي، عن حسان بن ثابت قال: والله! إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت. إذ سمعت يهوديا يصرخ، فذكره.
وفيه من لا يعرف إلا أنه أكثر من واحد، وهذا شاهد قوي لحديث عائشة وإن كان الأول في مكة والثاني في المدينة ولكنهما شهدا بنبوة النبي - صلى الله عليه وسلم -.