[جموع ما جاء في الاستقراض والتفليس]
[١ - باب الاستعاذة من الدين]
• عن عائشة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة، ويقول: "اللهمّ إني أعوذ بك من المأثم والمغرم". فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ -يا رسول اللَّه- من المغرم! قال: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاستقراض (٢٣٩٧)، ومسلم في المساجد (٥٨٩) كلاهما من طريق الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة فذكرته. واللّفظ للبخاريّ.
وأما ما روي عن أبي سعيد يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "أعوذ باللَّه من الكفر والدين". فقال رجل: يا رسول اللَّه، أتعدل الدين بالكفر؟ فقال: "نعم" فهو ضعيف.
رواه النسائي (٣٤٧٣) عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حيوة، وذكر آخر، قال: حدّثنا سالم بن غيلان التُجيبي أنه سمع دراجا أبا السمح، أنه سمع أبا الهيثم، أنه سمع أبا سعيد فذكره.
ودراج أبو السمح مختلف فيه إلا أنه ضعيف في أبي الهيثم، وفي غيره يحسن.
وأخرجه الحاكم (١/ ٥٧٢) من هذا الوجه، وقال: صحيح الإسناد. كأنه لم ينتبه إلى علة خفية.
[٢ - باب التشديد في الدين]
• عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من حالت شفاعته دون حد من حدود اللَّه -عز وجل- فقد ضاد اللَّه في أمره. ومن مات وعليه دين فليس بالدينار ولا بالدرهم، ولكنها الحسنات والسيئات. ومن خاصم في باطل -وهو يعلمه- لم يزل في سخط اللَّه حتى ينزع. ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللَّه ردغة الخبال حتى يخرج مما قال".
صحيح: رواه الإمام أحمد (٥٣٨٥) عن حسن بن موسى قال: حدّثنا زهير بن معاوية، حدّثنا عمارة بن غزية، عن يحيى بن راشد قال: خرجنا حجاجا عشرة من أهل الشام، حتى أتينا مكة، فذكر الحديث، قال: فأتيناه، فخرج إلينا -يعني ابن عمر-، فقال فذكر الحديث.
وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٧)، وأخرجه أيضًا البيهقي (٦/ ٨٢) كلاهما من طريق زهير بن معاوية