للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا. قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قال: عجوز من بني إسرائيل. فبعث إليها فأتته، فقال: دليني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي قال: ما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة: موضع مستنقع ماء فقالت: أنضبوا هذا الماء فأنضبوا قالت: احتفروا. واستخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار".

رواه أبو يعلى (٧٢٥٤)، وعنه ابن حبان (٧٢٣)، والحاكم (٢/ ٤٠٤ - ٤٠٥، ٥٧١ - ٥٧٢) كلهم من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال .. فذكره. قال الحاكم في الموضع الأول: "صحيح على شرط الشيخين، واكتفى في الموضع الثاني بقوله: "صحيح الإسناد".

قلت: ظاهر إسناده السلامة من العلة. وقد ثبت سماع يونس بن أبي إسحاق من أبي بردة، ولكن في معناه غرابة، وهي كيف خفي قبر يوسف عليه السلام على موسى عليه السلام وهو نبي مرسل يوحى إليه حتى دلته عجوز من بني إسرائيل، ثم لماذا جعل قبره في بحيرة موضع مستنقع ماء، وهل لم يبق من جسمه إلا العظام. وقد جاء في حديث صحيح: "إن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء".

وقال ابن كثير في تفسيره في تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} [الشعراء: ٥٢] بعد أن روى قصة عجوز بني إسرائيل من طريق ابن أبي حاتم: "هذا حديث غريب جدا، والأقرب أنه موقوف".

قلت: لعل أبا موسى الأشعري تلقاه من بعض اليهود.

[١٢ - باب في صلاة موسى عليه السلام في قبره]

• عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتيتُ على موسى عليه السلام ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره".

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٧٥: ١٦٥) من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وسليمان التيمي، عن أنس بن مالك .. فذكره.

قوله: "وهو قائم يصلي في قبره" يحمل على الحياة البرزخية لا الحياة الدنيوية.

[١٣ - باب أن موسى عليه السلام في السماء السادسة]

• عن مالك بن صعصعة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان .. في قصة الإسراء وفيه: "فأتينا على السماء السادسة قيل: من هذا؟ قيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>