للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ} أي أنهم كذبوا بالحاقة، والقارعة بمعنى الحاقة من قرع إذا ضربه ضربا قويا أي التي تصيب الناس بالأهوال والأفزاع.

وقوله: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} والطاغية هي القارعة والصاعقة وسميت في بعض الأيات بـ"الصيحة". ومنازل ثمود كانت بين المدينة وتبوك في طريق الشام، وكانت قريش ترى آثارهم في رحلتهم قال تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} [النمل: ٥٢].

وهي تسمى اليوم بـ"مدائن صالح" لأن نبي الله صالح عليه السلام بعث إليهم {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: ٧٣].

٢ - باب قوله: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦)}

قوله: {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} أي: ريح شديد الهبوب، وكانت جاءت عليهم من جهة الغرب، وهي التي يقال لها الدبور، وقد جاء في الصحيح.

• عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور".

صحيح. رواه مسلم في صلاة الاستسقاء (٩٠٠) من طرق عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.

وقد ذكر جماعة من أهل العلم أن هذه الريح كانت باردة شديدة البرودة، فأهلكت كل من أصابته.

٣ - باب قوله: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (٢٤)}

قوله: {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} أي: بسبب أعمالكم الصالحة في الدنيا، مع فضل الله عز وجل ورحمته، فإنه لا يدخل الجنة أحد إلا بفضل الله ورحمته، ولذلك أهل الجنة بعد دخولهم الجنة يقولون: {أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ} [فاطر: ٣٥] وقد جاء في الصحيح.

• عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لن يُدخل أحدًا عملُه الجنة" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضلٍ ورحمةٍ، فسَدِّدوا وقَارِبُوا، ولا يتمنينَّ أحدكم الموت، إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مُسيئًا فلعله أن يستعتِب".

متفق عليه: رواه البخاري في المرضى (٥٦٧٣) ومسلم في صفة القيامة (٢٨١٦: ٧٥) كلاهما من طريق الزهري، قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة قال: فذكره.

واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم مختصر.

٤ - باب قوله: {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢)}

أي رفيعة؛ لأن الجنة لها درجات بعضها أعلى من بعض، وقد جاء في الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>