عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما جاء، قالت له أمي: احتبست عن ضيفك - أو عن أضيافك - الليلة، قال: ما عشيتهم؟ فقالت: عرضنا عليه - أو عليهم - فأبوا - أو فأبى - فغضب أبو بكر، فسب وجدع، وحلف لا يطعمه، فاختبأت أنا، فقال: يا غنثر، فحلفت المرأة لا تطعمه حتى يطعمه، فحلف الضيف أو الأضياف، أن لا يطعمه أو يطعموه حتى يطعمه، فقال أبو بكر: كأن هذه من الشيطان، فدعا بالطعام، فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ فقالت: وقرة عيني، إنها الآن لأكثر قبل أن نأكل، فأكلوا، وبعث بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر أنه أكل منها.
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٤١) من طريق ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي عثمان، قال عبد الرحمن بن أبي بكر، فذكره.
ورواه البخاري في مواقيت الصلاة (٦٠٢)، ومسلم في الأشربة (٢٠٥٧: ١٧٦) كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان به أطول منه وهو مذكور في موضعه.
٢٢ - باب إذا دُعِيَ الرجلُ إلى طعامٍ فلا يسأل عنه
• عن أبي هريرة روايةً قال:"إذا دخلت على أخيك المسلم فأطعمك طعاما فكل، ولا تسأله وإذا سقاك شرابا فاشربه، ولا تسأله".
حسن: رواه الحاكم (٤/ ١٢٦) عن أبي بكر بن إسحاق، أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان فإنه حسن الحديث.
ورواه أحمد (٩١٨٤)، والحاكم (٤/ ١٢٦) كلاهما من طريق مسلم بن خالد، عن زيد بن أسلم، عن سُمي (هو مول أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث)، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح على شرط مسلم وحده" ثم ساقه من طريق أبي بكر المتقدم.
قلت: في هذا الإسناد مسلم بن خال الزنجي وهو سيء الحفظ، لكن لا بأس به في المتابعات والشواهد.
٢٣ - باب لا يُدعى إلى الطعام إلا تقي
• عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك