والحنتم، والنقير، والمزفَّت. قال: ثمَّ أمرنا بأراك، فقال: "استاكوا بهذا". قلنا: يا رسول الله! إنَّ عندنا العُشب، ونحن نجترئ به. فرفع يديه فدعا.
قال الهيثمي في "المجمع" (٥/ ٦٢) بعد أن عزاه إلى الطبراني: "فيه جماعة لم أعرفهم". ومقاتل بن همام ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٥١) ولم يقل فيه شيئًا، فهو في عداد المجهولين.
قال ابن ماكولا: "ليس يُروى لأبي خيرةَ هذا سوى حديثٍ واحد، ولا روي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من قبيلة صُباح غيره". "الإكمال" (٢/ ٣١/ ٥/ ٢١٠).
إن كان كما قال، ففيه مجاهيل ومن لا يُعرف إلَّا في هذا الحديث.
وأمَّا ما رُوي في الاستياك بالأصبع؛ فلم يثبت منه شيء، وأشهره حديث أنسٍ مرفوعًا: "يجزئ من السواك الأصابع". رواه ابن عدي في "الكامل" (٧/ ٢٩) ومن طريقه البيهقي في سننه (١/ ٤٠) من حديث عيسى بن شعيب، عن عبد الحكم القسملي، عن أنس فذكره. والقسملي هذا قال فيه البخاري: "منكر الحديث". قال البيهقي: وقد رواه عيسى بن شعيب بإسناد آخر عن أنس.
ثمَّ رواه من طريقه، (أي من طريق عيسى بن شعيب)، عن ابن المثنى، عن النضر بن أنس، عن أبيه، فذكر الحديث.
وقال: تفرد عيسى بالإسنادين جميعًا. والمحفوظ: من حديث ابن المثنى.
وكذلك لا يصح ما روي عن عائشة، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني وغيرهما إلَّا أنَّ بعض أهل العلم فسروا ما جاء في الطرق الصحيحة "أنَّه كان يشوص فاه بالسواك" أي أنَّه يشوص بالأصبع لما جاء عن عثمان أنَّه إذا توضَّأ يشوص فاه بأصبعه. ذكره أبو عبيد في "الطهور" (٢٩٨) وفي إسناده الزبير بن عبد الله مولى آل عمر تكلَّم فيه ابن عدي وغيره.
٢١ - باب من تسوَّك بسواك غيره
• عن عائشة قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستنُّ به، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقصمتُه، ثم مضغتُه، فأعطيته رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فاستنَّ به، وهو مستند إلى صدري.
صحيح: رواه البخاري في الجمعة (٨٩٠) عن إسماعيل، قال: حدَّثني سليمان بن بلال، قال: قال هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة فذكرت مثله.
[٢٢ - باب الإيتار في الاستجمار]
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماءً، ثم لينْثِر، ومن استجمر فليوتر".