للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ} أي: يغيرون اللفظ، أو يؤولون الكلام على غير تأويله، أو هما جميعًا، ومن تحريفهم للفظ ذكر إسماعيل -عليه السلام- وذريته بأبشع الصفات وأقبحها، وتحريفهم بالمعنى مثل تنزيل صفات النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- على غيره.

٢٨ - باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (٤٨)}

قوله: {دُونَ ذَلِكَ} أي: الذنوب. {لِمَنْ يَشَاءُ} من عباده، أي: أن صاحب الذنوب تحت مشيئة اللَّه تعالى، أما الشرك فلن يغفر اللَّه من مات مشركا إذا لم يتب منه.

• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من مات يشرك باللَّه شيئًا دخل النار" وقلت أنا: من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٢٣٨) ومسلم في الإيمان (٩٢) كلاهما من حديث الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللَّه، فذكره.

ورواه أحمد (٣٥٥٢) وغيره مقلوبا يعني أنه قال: خصلتان -يعني إحداهما سمعتها من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والأخرى من نفسي: "من مات وهو يجعل للَّه ندا دخل النار"، وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل للَّه ندا، ولا يشرك به شيئًا دخل الجنة.

رواه عن هشيم (ابن بشير)، أنبأنا سيار ومغيرة، عن أبي وائل، قال: قال ابن مسعود، فذكره. وكذلك رواه أيضًا ابن حبان في صحيحه (٢٥١) من وجه آخر عن أبي عوانة، عن المغيرة وحده. وإسناده صحيح.

• عن معاوية قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "كل ذنب عسى اللَّه أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا، أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا".

حسن: رواه النسائي (٧/ ٨١)، وأحمد (١٦٩٠٧)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٣٥١) كلهم من طريق صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا ثور بن يزيد، عن أبي عون، عن أبي إدريس، قال: سمعت معاوية -وكان قليل الحديث عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: فذكره، واللفظ لأحمد.

وإسناده حسن من أجل أبي عون الأنصاري، فإنه حسن الحديث، وانظر للمزيد كتاب الحدود.

• عن ابن عمر قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر، حتى سمعنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وقال: "إني ادّخرت دعوتي شفاعة لأهل الكبائر من أمتي" قال فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا، ثم نطقنا بعد ورجونا.

حسن: رواه البزار (٥٨٤٠)، وأبو يعلى (٥٨١٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٥٤) كلهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>